عفوا أيها الخنزير - عبد الكريم ساورة
-------------------------------- أما بعد، أخبرك أني توصلت برسائلك الواحدة بعد الأخرى ، لا أخفي عليك أدمت قلبي الرسالة الأخيرة، لم أكن أعلم أن العالم أصبح بهذا القبح الفج، أيعقل أن يتم طردك من العمل بسبب رفضك مراهقة المدير، لا أصدق أن الخبز لازال عندنا يخضع لهوى بعض المعتوهين من الرجال، أحييك كثيرا لما رفعت السقف عاليا وأوقفت هذه المهزلة ولم تبيع وجهك الجميل مقابل إرضاء شهوة معتوه، كنت منسجمة تماما مع ماكنت تسرين إلي في كل مرة نلتقي عندما كنت تقولين لي ليس كل شيء في هذه الحياة يباع، هناك أشياء رفيعة لايجب أن نقبل المساومة عليها ولايجب أن تخضع للعرض والطلب مهما كانت الظروف. بصراحة كانت كلماتك دائما ترن في أدني، فيقشعر لحمي، ولكن كم من واحد وواحدة يستطيع أن يقاوم مثل هذه الظروف ؟ ولايخضع لمنطق وقسوة الواقع، ولكنني جد مسرور بك، لأنك استطعت تجاوزهذا الواقع الكافر وتسخري منه بطريقتك المأدبة، عندما كتبت له في ورقة صغيرة عليها حروف منمقة، آه لم يصدق هذا المعتوه وهو يتهجى بصعوبة كبيرة هذه الجملة وهو يرتجف، لأنه لايتقن جيدا اللغة العربية، كنت أتمنى أن أكون حاضرا معك في هذه اللحظة لأرى وجهه جيدا، وهل فعلا تركت له وجها عندما قرأ أكثر من مرة ولم يصدق عبارة " عفوا أيها الخنزير" ومازاد في تأجيج المشهد كما ذكرت لي هو مغادرتك لمكتبه وأنت تبتسمين في " وجهه ".