ربما ... - محمد أحمدي
------------------------
كلما عتا الليل غفت و على حلمها اتكأت قالت: ربما أشرقت شمسي و أينعت شجيراتي و نمت ربما قدم الربيع و هجع الصقيع و خبت رياح السموم و أضحى نعيق البوم طريدا قالت: ربما... ربما... و بكت... قالت أنا التي ترشفت موتي و عطش النخيل شربت البرد ينهمر و الكل يريدني الصعلوك و الأعور و الجزار الذئب و الحارس و السمسار الكل يريد وصالي حتى اﻷفعى التي درت بحكمة سمها و ذاك الذي رتب الكون و نصب الخلفاء و سمم الرخاء و خضب اﻷرض دماء منعا القمر عني و أنا ما عدت أحتمل فقط أريد أن أحلم الحلم حلمي المفصل... قالت : ربما انتزعوا ما تبقى لنا من درر ربما طلبوا المزيد و سحبوا ما تبقى لهم من رصيد فبالسحب يزداد الرصيد و ربما...... ربما هبت عواصف حبلى بغيض البحر و بددت رؤى الظلال و فتحت لليم العظيم مصاريع المدينة و أطلقت غاضب الموج على صانعي المحن و الوبال.... قالت: ربما... ربما... و احتضنت حلمها و.....
------------------------ محمد أحمدي -تونس-