تلك هي أمانيك - ليندة بن عباس
--------------------------
جمالها ليس في كحل عينيها، بل تحت أهدابها وبين مقلتيها، أناقتها في سحر مهجتيها، هما القمر حين حلول الليل وشمس حين حلول الفجر، لا داعي لأن تبتسم حتى تظهر سعادتها، فروحها تبتسم قبل شفتيها، أحمر الشفاه لديها ليس لونا يغطيها ويزهيها بل طبيعتها هي من تحليها... لبست الأبيض فذاب الثلج تحت قدميها وداعب شعر الشمس وجنتيها... طردت الليل فانسل خجلا وجمع حقائبه مودعا ... فرحت الدنيا بالعدوة، واستقبلتها الأيام بالفرحة... سمع البحر بالرجوع فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا رمتها بالزهور وأطربتها بالإهازيج مهللة يا مرحبا... بسيطة هي، معقدة... تجرحك وتداويك... تقتلك ثم تحييك.... تطعنك ثم ترضيك... اختارت الشتاء ليكون ربيعا حتى ترضيك... سجنك هي وحريتك؛ تطلق سراحك وتعرف كيف تأسرك دون أن تضع أصفادا وأغلالا تكبلك... عصفور انت بين يديها تسقيك وترويك.. بعد أن تضميك وتدميك . تعدك لتقدمك هدية لمن ترضيك... لا هي تعرف الحب ولا هي يمكنها أن تعطيك.. كبف لك أن تحاسبها وأنت قتلتها قبل أن تاتيك..... تلك هي أمانيك.. احرس فالدنيا هكذا أحيانا تعطيك وهي نفسها التي تأذيك فاعرف كيف تعيشها قبل أن ترميك
-----------------------------
بقلم ليندة بن عباس/ الجزائر