شاهد على العصر - جمال العامري
----------------------------- ما ارخص الدّم والإنسان في بلدي ينسابُ حُزنا في قلبي وفي كَبدي وكلّ شيءٍ من لا شيء تهاوى هُنا بلا اعتقادٍ للمجهول ولا رشدِ تمشي التّعاسة في أرضي مُبجّلةً على امتدادِ هذا الليل ولم تحِدِ عرشٌ من الوهم يتربّع بأشرِعتي أضحى نزِيفاً يتمدّد على جسدي أمشي كأني مشدُوداً على جبلٍ وتحتي حقل من الألغام بلا عددِ أين الطريق يا صنعاء وأين أنا من دلّني فيك قد مات ولم يعدِ لمّا أتيت بأشواقيّ مُلتمِساً سُعدي نسيت في مِحرابُكِ ولدي ماذا تبقّى من آمال يطرِبُني غير العسيِب أو ذا الفاسِد البلدي ليلاً ثقيلاً قد حلّ بلعنَتِه جاماً ويُلقي بالويلِ وبالشِّددِ تقبع بلادي تحت الحربِ خاشِعةً من خشيةِ الموت الأحلامُ لم تلدِ تحت مطارق ألتّارِيخ قد سُفِكَتْ أرض السعيدة والأفراح لم نجِد عاث اللصوص في أرضٍ وليس لنا فيها نصيباً غير الذّل والكَمدِ شيخٌ مُدجّج بالإرهاب كَسيّده ينمّ عن خُبث أو عن حاقِدٍ أبدي من لم يموت بالآجال في وطني مات شهيداً بالكاتيوشا مُعتمدِ ولم يعود هذا الأمر مُقتصِراً على كيانٍ او عن خادِمٍ أزدي عجائب الدّهر قد أبدت لنا عجباً بمّا نُقاسيه من حقدٍ ومن شِدَدِ حتماً سيرحل من بالذّل يحكمنا باسم القبيلة والأعراف يا بلدي يرحل ويبقى هذا الدمّ مُعترِضاً شاهد على العصر يتجدّد إلى الأبدِ
---------------------------- ..... جمال العامري ١٩/١١/٢٠١٧م