قلبي ...- مصطفى الحاج حسين
-----------------------------
لا رجعةَ لكَ لعندي
أنتَ مطرودٌ من حياتي
ماعدتُ أعترفُ عليكَ
إنتهى كلُّّ شيءٍ بيننا
منذُ تحدَّيتَ إرادتي
وتسبَّبتَ لي بالمتاعبِ والألمِ
إنِّي أعلنُ وعلى رؤوسِ الأشهادِ
لن أشفقَ عليكَ بعدَ اليوم
ولن أسامحكَ مهما اعتذرتَ
وأبديتَ ندمكَ الشّديدَ
فما فعلتهُ بي ليسَ بالشيءِ القليل
سنواتٌ طويلةٌ وأنا بسببكَ
أعيشُ القهرَ والاختناق
أنامُ دامعَ الرّوحِ
أنزفُ أوجاعي على جسدِ القصيدةِ
وأنتَ كنتَ تعرفُ
أن لا أملَ هناكَ
فلمَ هذا الذّهابُ ؟!
ولمَ فرضتَ عليَّ التّنازلَ ؟!
كنتُ أنا أميرَ العذارى
يتهافتنَ على ابتسامتي
يذُبنَ من كلماتي
يتعاركنَ للوصولِ إليَّ
وأنتَ تعلّقتَ بندى السّراب
وهمٌ أطاحَ بعزَّةِ نفسي
جرَّحَ كبريائي
وضعني أمامَ مرآتي
إنِّي أتَّهمكَ بالجنونِ
سيٌِدُ الفوضى أنتَ
لا تحسبُ حساباً للنتائجِ
أوقعتني في حبٍّ عقيمٍ
وجَّهتُ لكَ النّصحَ
رجوتكَ
حذّرتكَ
أنذرتكَ
إنحنيتُ على قدميكَ
وأنتَ شاهدٌ على عذاباتي
حاولتُ جاهداً معكَ
بذلتُ مافوقَ استطاعتي
في كلِّ يومٍ كنتُ أطرقُ بابها
قصائدي عنها تتمنّاها الورود
والينابيعُ
وسائرُ الفراشاتِ العذارى
هي ..
لم ترمق نبضكَ بابتسامة
لم تحنُ على قصيدةٍ منكَ
وأنتَ عنيدٌ في حبِّكَ
لا تقرُّ بالهزيمةِ
وأنا لستُ من ينساقُ خلفَ قلبهِ
أعطيتكَ الكثيرَ من الفرصِ
طاوعتكَ عمرٍ بأكملهِ
فماذا تريدُ
أيُّها القلبُ المشرَّدُ ؟!
ماذا تريدُ
وهي لا تردُّ على ندائي ؟!
وقد هانَ عليها شقائي !!
إذهب بلا رجعةٍ
ماعاد لكَ مكانٌ في صدري
أحرقتُ لغتي خلفي
أرسلتُ لها إنذاراً بالإخلاءِ
من حضنِ قصيدتي
سأحرِّرُ مساماتي من حبِّها
مسامةً مسامة
سأغلقُ بوَّابةَ روحي أمامها
وسيمنعها دمي من التّسلّلِ إليَّ
أنفاسي في حالةِ نفيرٍ قصوى
جاهزٌ أنا لمنعِ نفسي
من حبِّها
لكنَّكَ أيّها القلبُ
لا تؤتمن
ولهذا ..
أعلنُ عنكَ انشقاقي *
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول