حواء والقمر - نعيمة حسكة
--------------------------
هذه أوصاف القمر وذاك صوت حواء و هذا بحر و البحر لا يتقن لغة الصمت اشتهت تسلق الأشجار وتقمص صمود الأسوار قد ضاق متسع الكلام ظنت أنها مجرد أحلام تعبت عيون الزمن ترقب عهود المنام كانت البداية كلمات وحكاية جابت الأجواء أتراه نبض حواء تمشي وتمشي الصمت رنين صدى تمد يدها ...لتمسك المدى يمر بها العمر ما غادرت الأجواء على القمر صورة حواء ظنت أنها مجرد أحلام كانت البداية كلمات و حكاية القمر بدر أغصان المدينة تدلت عناقيد على الجدران اقتربت من همس الخطوات فقط رحيل في الظلام وعيون ذبلت تحدق في جرح المسافات لسان يتلعثم بالكلمات جابت الأجواء أتراها تمشي الهوينى حواء تكتحل برماد الظلام تضج بزينتها الأقلام بينها وبين القمر أسماء ما شاء الحنين ذاك اللقاء تتجدد أوصاف القمر تمد يدها لتمسك المدى في كل الأرجاء يتكرر الصدى ذاك صوت القمر وبعض من حبات المطر حلم أكبر في كل ليلة تبحث في جيبها عن القمر تطرق حواء باب الحظ وفي أشواقها تتعثر وميض ينير الطرقات والشفق المرسوم على خد الليل إحدى العلامات يغني بين أشعار الجداول همس الماء وعلى جبين الياسمين عطر بهاء فيبتسم الحظ لحواء حين يبتسم القمر يمسح بكفه الممدودة عبر المدى حزنا وضجرا ترسمه حواء وجها آخر لعملة العمر حين نسيت الروح بين الشفاه والصدر قابعة على الجيد بلا أثر تنمو وتنمو في القلب كالشجر تمد يدها عبر المدى تهديه ما تبقى من طفولة بعيدة تهديه بعض من قصيدة بهمس وارف تسترجع نضارتها قبلا لروحها الجديدة هدية للقمر.
------------------------------------------------
بقلم نعيمة حسكة