المزن و الرذاذ و المطر - هاشم لمراني
-------------------------------------
المزن مزن ... والرذاذ رذاذ ولا واحد منهما قد يبشر بقدوم المطر أكلما علت غيمة في أفق سمائتا جاءت رياح الخماسين لتنذر بالمطبات أو بالحفر واستكان المزن والرذاذ منا لنعود إلى جاهليتنا نمارس فيها كل إملاءات القدر ؟ أكلما استبشرنا ربيعا عادت قبائل يثرب وداحس والغبراء لتذكيرنا بويلات العير ؟ والبسوس لا تزال تسكنننا كطيف يمتهن المبيت فينا وفي سقر ها قد منع عنا الترحال جماعات وفرادى ومنعت عنا جوازات السفر المزن مزن ... والرذاذ رذاذ ولا أفق للمطر صلينا صلوات استسقاء طالت فما استجاب لها القدر لأنا ونحن نصلي نشرد في ثنايا جسد عار تغري فيه التضاريس كما الحفر ونهيم كالدواب خلف ارتواء لا يبقي شيئا منا أبدا ولا يدر مطر أيها المطر ما أخطأت السماء سيبلا إلينا لأنا عرة قوم تنادذت بالألقاب وبالسير سيظل المزن مزنا والرذاذ رذاذا ولا مطر إلا إن نحن ابتعدنا عن كل مخالف مسلما كان أم من يهود خيبر وأعلنا للعالمين أننا خير أمة قد ينضوي خلفها كل البشر مزن ... رذاذ ..... مزن رذاذ ..... ولا مطر أكلما استغثنا بمذرات المطر خجبوها عنا بفتوى أو بميقات سفر؟
---------------------------------
هاشم لمراني 20 أكتوبر 2017