قراءة تحليلية لنص مرشدة جاويش- باسم الفضلي
----------------------------------------
قراءتي التحليلية في بعض من قطعة نصية للشاعرة السورية مرشدة جاويش : حين تقابس أذيال الشهب مدرار عبراتي ألعق رضاب الوحشة وحشرجة القلب الغافي لأرسم رحيقي المتقلب على أجنحة الوروار ------------------- القراءة التحليلية : تركيبة العناصر المكونة لهذه (القطعة النصية) ،تعتمد الترابط الدلالي بين بناها ، لتحقيق الاتساق والتماسك المتينين اللذين جعلاه مفهوما خطابياً، وقابلاً للتأويل ، وسأقوم بتفكيك المقطع الاول من القطعة، للتعرف على معناه التحتاني ، تاركاً المقطعين الاخرين للقارئ كي يشارك في انتاج معنى هذه القطعة النهائي : الاشارةتقابس : بنيةصرفية من الفعل قَبَس ( ويعني : أوقد ) على وزن تفاعل دال على المشاركة ، وهي رابط دلالي بين بنية الصورتين اذيال الشهب / مدرار عبراتي ، كما سيتوضح هذا بعد تفكيك بنيتهما دلالتها واستخدام الشاعرة لجمع القلةاذيال ( كنت افضل استخدامها جمع الكثرة / ذيول ،ليتحقق التوازن الدلالي بين الكثرة وبينً صيغة مبالغة / مدرار )، لايخل بالتكافؤ الدلالي بين الصورتين : اذيال الشهب /غزارة الدمع فكلتاهماوصفيتان حركيتان، تطلقان اشارتين توحيان بدلالتين مزاحتين لغاية قصدية تكثيفية ، وهذا مايوضحه تشريحهما كما يلي : (اذيال الشهب) اشارة مركبة من دالتين احاليتين : الاولى / اذيال : دالةجمعية، احاليةداخلية، مدلولهامؤجل لما يعد التعرف على مدلول الدالة الاحالية الخارجية الثانية بعدها(الشهب )، فهي مخصصة بالاضافة اليها . الشهب :دالةذات مدلولية صورية محسوسة ( تُرى بحاسة البصر ) ومعناها احالي خارجي / السياق العلمي ،حيث يُعرفها كمايلي : اجرام سماوية ملتهبة/ مشتعلة، بفعل حركتهاالاحتكاكيةالمتسارعة في مجال مكاني(الغلاف الجوي للارض / الفضاء)/ ازيح الظرف الزماني الليل ( فالشهب لاتُرى اثناء النهار)، مولده خلفها خطوط متوهجةمتداخلة، تشبه الامتدادات الذنبية ( اذيال او ذيول) وبذا تعرفناعلى دلالة / اذيال فتكون مركبات هذه الصورة : اجرام سريعة الحركة + مجال مكازماني + اشتعال + خطوط ذيلية متوهجة . والان ساشرح بنية الصورة الثانية ( مدرار عبراتي ) عبراتي : دالةجمعيةسياقيةالمدلول مركبة/ عبرات + ياء المتكلمة ، مزيحةلدالة مولدة لها/ عيوني ولكون محمولها ( مدرار ) دالة على المبالغة (الغزارة والكثرة) وهذه لا يهيجها الا حزن شديد مستمر . وبتجميع هذالدلالات نحصل على هذه المقاربةالمعنوية : دموع حزن شديد تذرفها عيوني وبإحالة هذه المقاربة تخارجياً / السياق الاجتماعي ( السوسيولوجي ) تصبح دلالة( مدرار عبراتي ) : غزارة جريان عبراتي الساخنة الحارقة، تذرفها عيوني المِجمَرَة ( صفة للعين هذه التي تبدو كأن جمراً وُضِع فيها ) ومما حصلنا عليه من تشريح الصورتين من دلالات بمكن عقد هذه التقاربات بينهما : حركية اذيال / جريان عبرات متوهجة/ ساخنة مشتعلة/ حارقة الشهب / العيون المجمرة( تشبيه ظلمة الليل / الحزن الشدبد ( غم يطفئ الامان النفسي ) الشهب / عيوني وهنا تاتي الاشارة التشاركية ( تقابس ) لتربط بنية الصوريتين ترابطا دلالياً وكما يلي: صورةاذيال شهبية متوهجة ـ مصدر للايقادـ صورة جريان عبرات حارقة وهذا الترابط جاءعلى مستويين : ـ ترابط اتساقي ( شكلي ) لتحقيق التكافؤ الدلالي وصفياً ، وظرفياً( مكانياً هنا)، كمافي التقاربات اعلاه ـ ترابط انسجامي ( تماسكي ) بين بنى الدلالات التحتانية للمقطع مما جعله قابل للتأويل وبالتالي الفهم المقارباتي منطقياً. مع تحياتي
----------------------------------------------------- باسم الفضلي ـ العراق