اللعبة القذرة - سعد بن عيسى الباتني
------------------------------ لقد لاحظ ساسة و زعماء الدول الغربية الإمبريالية و مشرعوها و خاصة الاقتصاديين أن الإقطاعيين الذين يستعبدون العباد ، و القراصنة الذين يسطون على ممتلكات و أرزاق الناس و يسلبون كنوزهم و خيرات أوطانهم في حاجة ماسة و ضرورية إلى النقود لشراء العبيد و تجنيد الذين يخدمون مصالحهم و ينتجون لهم و يسرقون ما يشبع نهمهم . و لاحظوا أن هذه النقود مهما يحدث فيها من غش و تزوير و بخس فإن الإقبال على طلبها يتزايد يوما بعد يوم . لقد أدرك هؤلاء الساسة و المشرعون الاقتصاديون الإمبرياليون أن العملات النقدية هي التي تجلب الأرزاق و المنتجات من جميع بلدان العالم وأنها تجلب حتى اليد العاملة التي ستمكنهم من بناء أوطانهم و تمكنهم من تجنيد المرتزقة للسيطرة على جميع شعوب العالم . لقد أدركوا أنه ليس هناك من وسيلة لاستعباد الشعوب و الحصول على منتجاتهم مجانا كبخس قيمة العملة ، لقد أدركوا أن الدولة التي تقوم بصك العملة ستستفيد من خدمات الناس و من منتجاتهم بقيمة المادة البخسة التي صنعت منها النقود و ليس بقيمة الذهب الثمين ، و أدركوا أن المتاجرة بما يحصلون عليه مجانا و تحقيق الأرباح سوف لن يكشف اللعبة لأن الناس الذين يحصلون على العملات مقابل خدماتهم و مقابل ما يبيعونه من منتجاتهم سيتصورون بأن الحصول على العملات النقدية منذ القدم يتحقق ببيع المنتجات أو بالعمل و لا يخطر ببالهم بأن الدول أصبحت تحصل على تلك العملات دون جهد و دون إنتاج و دون بيع للمنتجات . وحتى يتم صرف تفكير الناس في قيمة العملات النقدية الحديثة أوهم مبتدعو هذه العملات الناس بأن هذه النقود تمثل قيمة الذهب المكنوز في البنوك و صندوق النقد . و حتى يبقى ساسة الدول الإمبريالية هم سادة العالم و قراصنتها و شرطتها و تبقى دولهم من أغنى دول العالم على الدوام عمدوا إلى تصنيف العملات و تقسيمها إلى صعبة تستعبد الدول التي لا تستطيع مقايضة منتجاتها بمنتجات دول أخرى إلا بواسطة عملاتهم الصعبة ، مع العلم أن استعباد الدول يعني استعباد شعوبها . و من خلال هذا الشرح يتضح لنا أن الإمبرياليين و معهم الصهاينة قد خططوا لاستعباد جميع سكان العالم بالعملات المصكوكة من المواد البخسة التي في وسعها بخس منتجات الدول الأخرى و التحكم في قيمة جميع عملات العالم . لقد مكنوا دولهم من تحقيق الاكتفاء الذاتي بعملاتهم النقدية الصعبة بينما تمكنوا بنفس العملات من حرمان الدول وخاصة التي لا تخدم مصالحهم من الحصول على تلك العملات الصعبة ، و بالتالي يحولون دون تحقيق جميع دول العالم للاكتفاء الذاتي عن طريق التصدير والاستيراد مثلهم ، و ذلك ببخس منتجاتهم و بفرض العقوبات الاقتصادية عليهم . و حتى لا تنكشف لعبتهم سمحوا لأصحاب بقية العملات الموصوفة بغير الصعبة باستعباد المواطنين المحليين و استعباد الذين يتعاملون بتلك العملات فقط . لقد كان الناس في الماضي يقايضون منتجاتهم بما هو أثمن منها قيمة فكان اهتمامهم منصبا على إنتاج ما هو ثمين لتحقيق الأرباح ، أما اليوم فقد أصبح الاهتمام منصبا على تحصيل العملات النقدية البخسة لتحقيق الأرباح الشيء الذي صرف الناس عن انتاج الثمين المكلف . لقد خلقت الدول الغربية الإمبريالية بواسطة العملات الصعبة نظامين اقتصاديين الأول مستغِلًا للعباد و سارقا و مبذرا للثروات بواسطة العملات ، و الآخر يحرم الدول و الشعوب المستغَلَّة ببخس منتجاتهم و الخدمات و منعهم من التطور و الرقي و تحقيق الأرباح . وإنه رغم عدم قدرة هذه الدول الإمبريالية على استعباد الدول الوافرة الإنتاج ، فإن استنزافها التدريجي لها سينهكها ويمكن من هزمها في نهاية المطاف . لقد سبق تنفيذ هذا المخطط الشيطاني ضد الإتحاد السوفياتي سابقا و يوغوسلافيا و تمكنوا من تقسيمهم إلى دوليلات مجزأة يمكن التحكم فيها بالعملات . وهم اليوم يمارسون نفس المخطط لتحطيم و تجزئة روسيا و جميع الدول التي ترغب في خدمة مصالحها قبل مصالح اليهود و اللإمبريالية العالمية . إن النظام الاقتصادي الحديث حر بالنسبة لأصحاب العملات الصعبة استعبادي لأصحاب بقية العملات . و إن تمتع جميع سكان العالم بالحرية الاقتصادية لا يتحقق إلا بتدفيع جميع دول العالم للذهب المقابل لتلك العملات ، و ذلك بصب الذهب مباشرة في حسابات المتقاضين الحاليين للعملات النقدية ، و أن تبقى العملات التي تعرف باسم القيمة مجرد حسابات تنقل الذهب و لا تنقل مجرد الأوراق فقط ، لأن الذهب هو المال الحقيقي أما العملات فهي مجرد قيمة فقط . إنه بالتعامل الآلي و نقل الذهب بدل الأوراق النقدية من حساب إلى حساب نتخلص من كنز الذهب و من استعباد اليهود و الغرب الإمبريالي لشعوب العالم بواسطة ما يعرف بالعملات الصعبة فقط . وليكن في علم الناس أن مخدر عقول الشعوب هي الأموال و ليس الدين كما ضن (ماركس) الفيلسوف المشهور . باتنة في 16/10/2017