top of page
صورة الكاتبAdmin

وحش إيل - خيرة الساكت / تونس


وحش إيل - خيرة الساكت

------------------------

صوت قرع قوي على باب عجوز تعيش صحبة ابنتها الشابة يقطع ظلمة ليلة شتاء حالكة السواد.. فتحت العجوز الباب نصف فتحة مستغربة : - " من الطارق ؟ " - " نحن جنود الرب إيل ..لقد وقع الإختيار على ابنتك لتقديمها قربانا لوحش البحيرة... قومي بتحضيرها... " صرخت العجوز من هول الصدمة ..ضاع صراخها وسط رياح عاتية تضرب أكواخ القرية...

***********

مع طلوع الشمس أيقنت العجوز أنه يوم تنفيذ أمر الإله إيل.. دلت ابنتها على مخبأ و راحت تذيع بين جيرانها خبر الهروب و كلها أمل بأن تنجو ابنتها من موت محقق...

استقبل أهل القرية خبر هروب القربان بإستغراب فلم يسبق لفتاة اختيرت لمهمة مقدسة أن هربت ..قالوا بحنق " اللعينة كيف ترفض أن تنقذنا !! يكفيها شرفا أنها ستموت من أجل خلاصنا جميعا.. أترضى أن يدمر وحش البحيرة قريتنا بأكملها !! "

قدم جنود الرب و قد زاد وقع أقدامهم المدوي من فزع أهل القرية الذين أربكم خبر هروب القربان ، ركل أحدهم باب الكوخ ، وقفت العجوز أمامهم تنتحب باكية " لقد عرفت الفتاة بأمر الإله إيل و هربت في غفلة مني " - " إذا سنلقيك في البحيرة بدلا عنها!! "

جذب الجنود العجوز بقوة دون أدنى اعتبار لسنها و دفعوها في مسلك فلاحي نحو البحيرة..

********

بكى الأهالي مصير العجوز المسكينة و مصيرهم المجهول . سيغضب وحش البحيرة و يدمر قريتهم و لن يظل منها سوى الخراب .

قيد جنود إيل العجوز ..زاد بكاء أهل القرية حدة.. صرخت العجوز بأعلى صوتها : - " إيل كاذب.. لا وجود لوحش.. كل ما أصاب القرية من رياح عاتية و أعاصير و خراب مرده السماء ..إيل ليس إلاها إنه بشر مثلنا ..بشر خبيث..!! "

تمتم بعضهم " المسكينة ، إنها تهذي من هول ما ينتظرها... " صفع الجنود العجوز و جروها من شعرها لإسكاتها...

من بين الأشجار الكثيفة برزت الشابة تكلمت بكل ثقة : - " اتركوها و شأنها ، أنا صاحبة المهمة المقدسة وسوف أقوم بها " - " لا ابنتي ، لا تكوني ضحية لكذبهم و خرافاتهم.. هيا ابتعدي من هنا.. " - " إنه قدري يا أمي و أنا راضية به ، سأفتديكم بروحي "

فك الجنود وثاق العجوز و ساقوا الفتاة أمامهم إلى المعبد للقيام بالطقوس النهائية ثم إلقائها في البحيرة ليلا..

جرت الأم وراءهم مرددة " ابنتي ابنتي لا تفعلي ذلك اهربي منهم.. " وقعت على الأرض و تلطخت ثيابها بالوحل بينما غادر أهل القرية المكان لمزاولة أعمالهم..

***********

ألحق إيل الفتاة بجواريه في القصر كعادته.. ثم أقام حفلا بمناسبة تقديم القربان لوحش البحيرة و نيل رضاه مشبعا بذلك نهمه.

فرح الأهالي لضمان سلامتهم وأمنهم و ذهبوا للإحتفال في حديقة القصر...

يطغى على الحضور الفرح و الحبور..وقف إيل في شرفة القصر متأملا رعيته المطيعة..

سجد الجميع لبهاء طلعته ووقاره و هتفوا :

" يحيا الإله إيل ، لا إلاه إلا إيل "


٣ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page