"إبحار" - اُلعربي بن صميدة
--------------------------
في اُلمقهى أجلس رفقة فنجان قهوة و قصيدة لم تنتهي بعد. أضفت بعض اُلكلمات أزلت أخرى مرّت اُلأيّام واُلشّهور نمت قصيدتي واُمتدّت أسطرها. أحرف أبجديّة من طين. بين اُلسّطور وجمور اُلأسئلة اُلحارقة أقرأ كتاب اُلخلق واُلتّكوين. من بركان اُلكون تنبعث شجرة صنوبر خضراء لا تعرف اُلقحط ولا اُليبـس ولا خطّ اُلإنحناء. لا أريد لهذه اُلقصيدة أن تنتهي... أو أن تغلق اُلنّوافذ واُلسّتائر. على اُلجدران أطفال يرسمون: قمرا ينام في حضن فراشة. حمامة بيضاء تخفي قطرة ماء حزينة. ووجوها لم تكتمل... أتذكّر مرّة... أنّني رسمت وجهي على جدار ثمّ صرخت بأعلى قواي: هل أنت أنا ؟ فلم يفقهني. خرجت من دائرة اُلضّوء لم أعد أبصر مداي في اُلعتمة عدت أدراجي. من اُلّذي عاد ؟ أ أنا اُلّذي عدت ؟ أم وجهي تركني على اُلجدار ونام. ثمّ أين اُلورقة ؟ تلك اُلّتي دوّنت عليها اُلقصيدة. لست أدري. للأسف لا أتذكّر سوى مطلعها. هذا مطلعها: هل فكّرت يوما ... أن تحتسي فنجان قهوة على أنغام "اُلميتال" ؟ وتكتب عن اُلملكة اُلعذراء. هل فكّرت يوما أن تصغي... إلى ناي بعيد دون أن تعبر اُلمحيط ؟ لم تنتهي اُلقصيدة كما تمنّيت. ربّما أكملها ذات يوم. كما كتبتها ذات مرّة.