للكلمة وطن - لطيفة الشامخي
-----------------------------
أخذت القلم.. لأكتب قصيدة.. فتح القلم فاه بآهة.. مزقت صمت الورق.. و نزلت عبراته.. على الصفحات ملتهبة.. فاشتعلت الكلمات.. و رأيت الحروف تحترق.. موجعة رائحة الحرف.. إذا احترق.. طوقت الحرف بذراعي.. لأرفعه عن النار.. فإذا بالقلم ينط.. في شرياني.. يستسقي من دمي.. و الخنجر يغمد في.. ليفتح كل أبوابي.. و قلبي يتركني.. يتبع قلمي.. يرتمي في النار.. لا يبالي.. يمشي على الجمر.. يعانق لهيب النار.. دون استنكار.. و إذا بي رمي.. بين الأحجار.. في أرض عطشى.. خلاء.. إلا من السباع الضواري.. حاولت استذكار.. إسمي..عنواني.. حاولت التعرف.. عن المكان.. و إذا بعاصفة الرمل.. تغطي جثماني.. صرخت.. مازالت النبضة في.. مازلت حية.. هي قطرة ماء.. تعيد الحياة إلي.. فتصور إبهامي.. عين ماء جارية.. و سبابتي قلم.. و الكف ورق.. و صار الريق حبرا.. و تجمعت القصائد.. أسرابا.. تحلق في الأفق.. و رأيت الشمس تشرق.. في البعيد.. لا تتعجل الغروب.. و لا ساعة مغيب.. لتسقي الأطفال.. حبرا.. تطعمهم الكلمة.. و الزاد لهم الحرف.. في السفر.. في وطن كبير.. لا حدود.. لا تفتيشات.. لا تأشيرة عبور.. و لا جواز سفر..
-------------------------
لطيفة الشامخي كتب في: 30/09/2017