شذرات في الحب الروحي - المحامي علاء صابر الموسوي.
---------------------------------------------------------
الحب الروحي هو توجه بوعي وشعور مركز بارادة وطاقة بذبذبات عالية وإيجابية للمحبوب. فينتج هذا عطاءا في نفس المحب واستجابة في قلبه لذا كان ضربا من ضروب التقديس في محبة مخلصة ومنبعا ثرا من منابع التوجه والشوق العميق . فيطفح الإنسان بالحب ويواصل مسيرة القرب بعد أن تتكشف له حقائق المعرفة والقيم والأخلاق الفاضلة وتتجلى له عظمة الصفات وجمال الذات . وهذه المعرفة تزيد في تفتح العقل وينمو إحساسه الروحي بالتذوق ونفسه بالانشراح والتلقي. وهو ليس لقلقة لسان ولاتردد عبارات أو تدافع ألفاظ تولد على شفاه خاوية ميتة. بل هو وعي لمضامين عميقة بالحب وتدبر لمداليل التقديس والثناء فيصبح تفسير الحب الروحي صادقا بوعي كامل لارتباط المحب بالمحبوب واحساسه المستمر بالأفتقار والحاجة اليه . لذلك من يسبح في غمرات هذا الحب ومايستغرق في ذاته من أنوار القرب وماتحمله نفسه من حب عظيم إلا من قبس وفيض سرمدي. إذا الحب الروحي تجربة إنسانية رائعة لايؤمن ويعي مضامينها إلا من عاش مشاعر الاستغراق في أبدية الشوق والحب العميق. فيصبح توجه وامتداد في حركة روحية مستمرة تستهدف الاخلاد إلى القرب وغاية الحب في الحياة. ويسعى المحب لإشباع نزعة الأحساس بفقره والحاجة إلى هذا الجمال الذي يمنحه الافاضة والتحفز والقبول والقرب والاستحواذ والرافض للبعد والانفصال.