كسير الجناح - حامد حفيظ
----------------------------
كُنْتُ الذي زَرَعَ القلوبَ سماحَةً فَجَنيتُ ألَمَاً مِنْ جَمِيلِ سَمَاحي
كَالطيرِ في كَبِدِ السماءِ مُحَلِّقَاً روحـــــاً تَطِيرُ كَسَائِرِ الأَرواحِ
واليومَ طَعَنَتني الحياةُ بِخِنْجَرٍ مَـسـمُـومـةٍ فَتَيَتّمَت أفـراحي
هَدَمَت رياحُ الخوفِ عُشَ سعادَتِي ظُلماً، وبَردُ اليأسِ شَلَّ جناحي
ورسمتُ أحلامي بِقـَـلَمِ برائتي لـكـنَّ زَمَنِـي لِلبـَـرَاءة مَـاحِي
أَخْفيتُ ألَمِي عن أُنَاسي عَنْوَةً وأخذت أُظهِرُ بسمَتِي ومُزَاحِي
فأنَا سجينٌ دونَ حُـكْـمٍ صــادِر لمْ يُطلِقْ الهَمَّ الجَثِيمَ سَرَاحي
وأنا على موجِ الحيـاةِ سـفينة أنســاقُ بَيْنَ عواصفٍ ورِيَــاحٍ
والجُرح يُغرِقُني إذا صَارَعتُـهُ لا العَـقْل يُلهِمني ولا مَـلّاحِـي
والعُمْر يَسْرِقُنِي إذا جَارِيتُــهُ مُـتسارعاً في غدوتي وَرَوَاحِي
يا ليتَها كانت جِرَاحِي كِذْبَتةً أو بعض أضغاثٍ لِأَغدُوَ صـَاحِي
لكنّها نَزَفَتْ وَجُـنَّ أَجـِيجـُهـا كَالنَـــارِ حينَ تَشبُّ بالألـواحِ
يا مَنْ إذَا سَائَتْ حَيَاتِي تَفْرَحُوا يا مَنْ يَسُؤْكُم مَغْنَمِي وَنَجَاحِي
فَلتَجعَلُوا قلبي مـكـانَ قـلوبَكُم حتَّى تَقيِسُوا حسرَتِي وجِرَاحِي !!
--------------------------------
بقلم/حامد حفيظ/ليبيا