ناحت جروحي فكيف أسكتها؟ - ابو عماد(العيد) عفيصة
-----------------------------------------------------
ناحت جروحي فكيف أسكتها...... والقلب مكلوم عزّت شكواه؟ لم اعرف النّوم مذ كبرت..... في الرّأس هموم فما تلقاه أو قل هل ناءت قوافلنا الحمر.... عن موطن أنت تهواه؟ أوكلّت عزائمنا من حمل ذاك.... طفل من جوع قد أضناه يا ربّ كيف أمسك يدي....... والوجد والكرى أضنا محيّاه قد شطّت بنا الدّار فما........ فما عاد لنا بها قلب نهواه كلّ قد أغنى عن نفسه وجعا....... لاح لأذرعه الأقصى فآواه كلّ قد أمسك يده عنها أسفا....... وريح الأسف منه تأباه كلّ قد أعطى ابنه سنبلة......... والقدس تنادي:وا أرضاه كلّ قد أشحذت سكّينتها......... والطّفل قد عاف كبشاه ناحت خليل من مصابها فما.... هدّ أهلي هذا البوح ربّاه أبكي والآهات تعصرني فهل....... سنعيد مجدا نحن فقدناه؟ أبكي خليلا بالأقصى محرابه...... ظلّت مآذنه تصدح يا ربّاه أبكي صلاحا هل سيجمعنا..... .من بعد فراق كنّا زرعناه؟ أبكي مسيحا شبّ ببيتنا هل..... ستنزل من السّماء بشراه؟ أبكي شيخا ظلّ ينصحنا...... للوم دون ذكر أوّاه؟ يا ربّ هل سيأتي مصباحنا....... .نورا يضيء قلبا تركناه؟ هل سيأتينا نجما يبصرنا...... بذل هوان كنّا قد سبقناه؟ وكيف نمسح من سبيلنا ....... شكا من كأسه قد شربناه؟ قالت جروحي حينما سمعت....... مصائبي هل هذا ترجاه؟ هل هذا شفاء من به سقم....... أم زدتني عن الآه أوّاه؟ هل أسكرتني خمر حزننا..... أم جاريتني بالمثل مثلاه؟ أم عطّرتني بالبوح نرجسه..... وما النّرجس إلّا الفلّ يهواه؟ قلت والحال من حاله...... كيف أجحد شكوى أنت تخشاه؟ كيف لي أن أرثي حبيبتي من..... ضيم هزّها نوح وبلواه؟ كيف لي أن أكتب قصيدتي وحروف الضّاد عفّت شعراه؟ كيف لي أن أشكو مصيبتي وقلبي تائه أين ألقاه؟ كيف أبغي نورا لمعبدي ومسجدي الأقصى نادى ربّاه؟ يا ربّ رفقا بنفس جريحة قد هزّها شوق صوب أقصاه؟ ما عاد ينفعها ضنك ولا نكد سوى أن يرزقها للخليل لقياه؟ ويعود المشرد الى ارضه ويضم صدرها بيمناه وأكون حينذاك طفلا ضاحكا وثغري تدغدغه فيّ سنّاه ويعود جرحي لطبيبه داويا وينقعه من عشبه أصفاه وأرتلّ من كتابيّ أجلّه فتكون آياته له نصراه
------------------------------- ابو عماد(العيد) عفيصة الجزائر2017/08