زنزانتي تمطر ذكريات - محمد الانصاري ---------------------------------------- من نافذةٍ في أعلى الزنزانةِ تَنسابُ حبات المَطر لَمْ يُحكِمْ السَجان غَلقَ النافذة فَلَمَست أناملها وَجهي من بَعيد والسُلَّم الموضوع فوقَ سَطح الدار آهٍ من ذاكَ السُلَّم أظنهُ الآنَ يَحكي ويُعيد رائحة المَطر في بلادي كَرائحة شَعركِ حينَ نَسرق الليل على سُلَّمِنا المُمتَد عَبرَ السطوح وَنَفعَل ما نُريد كانَت ضَمَّات وقُبَل وضحكاتكِ التي تكتمينها بيَدَكِ المُشتَهاة عَبرَ نافذة أعلى الزنزانة مَرَّ النَسيم ثلاثَةَ أشهر ما مَرَّ بي عِطركِ ليسَ سوى كركراتكِ التي أهوى وَطَعم قُبلة سَرَقتُها مِنكِ على حينِ غَفلةٍ باتَ نَديم الصَحبُ كتَبوا على الجَدرانِ أسماء حبيباتهم إلا أنا لَنْ أَكتُبَ اسمكِ على جِدارِ زنزانتي لا أُريدُكِ أَنْ تَكوني هنا يكفي أَنْ أَكونَ أنا تتعالى ضَحكات تطرُق مَسمَعي فأسحبُ يَدي مَفزوعاً حينَ تذَكَرتُ أسنانكِ تُطبِق على يَدي لا تلمَس هُنا كانَت ابتسامةً أعرفها رُغمَ الغضب وكلما هزني الشوق اليها لَمَستُ حبات العنب .. فَأبتَسم يجتمع الصّحب حولي عّلامَ تّبتّسم مَنْ .. أَنا ..! فيَعَرِفونَ بأني كُنتُ هناكَ .. لأَنسى َأني هنا مِنْ نافدةٍ أعلى الزنزانةِ انسابت لَيَلَ أَمس الذكرَيات دَخَلَ السَجان صباحاً حينَ رآني ابتَسم هَمَسَ بأذني .. كيف كانَ المَطر وأغلَقَ النافذة
----------------------
محمد الانصاري بغداد/آب2017