إلى أندلسية - عزوز العيساوي
----------------------------
سواد قهوتي يستره لون فنجاني. وسجارتي يفضحها خيط دخان. وقصيدتي غزل مبطن بأحزاني. أراوح عمر ليلي بجرح وخيبة رقصت على هامش الحروف كغانية تزينت من حرير فستان. ما أطربتني ولا هيجت دواخلي ولا اهتز فيَ ذو الخفقان. لا العصافير غردت لتطربني ولا الهدهد المطلوب ترجَّاني. لا الطواويس المياسة والقبرات تنسيني اليوم حرقة أحزاني. ولا اللقالق إذ هجرت أعشاشها من فرات ودجلة وريان. مسحت من ذاكرتي العندليب إذْ غرد لحن الخلود فأشجاني. يطربني الصوت الندي حين أسمعه يشدو ويصدح لحالي بلساني. يا صاحبي خذ مكانك جانبي أخبرك ما فعل الليل بي وما تكبدته من هذيان. شربت كأس العشق على عجل فأرهقني وأضناني. وغائبة عني تمنّعت وما درتْ أن غيابها زاد من هدياني. بلغوها مني سلام عاشق ترنّح من شربة الغياب كالسكران. أندلسية الأصل عرفتها وعشقتها. وحبي لها من حب أوطاني. جبلية الصدح حين تطلبني يزيد حجم صدري من خفقان.
------------------------------ عزوز العيساوي