ذاكرة متمردة - بوعلام حمدوني
------------------------------
تعاندني .. تلك الشقية تابى النسيان ، ذاكرة لا تفنى و لحن .. يشق أياما لا تستثنى . منذ اغمض الجفن النبض على الجبين ، يصارع ذبول الاحساس يوقظني همس الحنين كلما غرقت .. في بحر النسيان . و إن اشتد برد الانتظار ، أرسم تفاصيل دفء ضرير و أحضنه بذراع الأنين سرابا هاربا من تعويذة جرح عميق ، يراقص غصة الشروق على نوتات المدامع في وضح المغيب . أنسج من الأطلال و حطام الأسى وشاح عهد نور على أرض .. تبكي صمت وطن يجدد صفحات الماضي بذاكرة الخريف . أجذف في جدب الحرمان و صراخ الهجران يتسلل ملامح غياب من بين أصابع الحنين ، يحمل عطر الفقدان المنتشي بعطش الوجدان . الذكرى عالقة هنا .. تفوح بين الأنفاس تتسرب الى الصدر العليل ، تنبعث من الدواخل شهيق ثائر يلهب الأحداق و يكسر فرحة الظلام ببحة هاربة من دموع مغتصبة على جدران الأوطان . اعذرني أيها الصمت الجائع لرحيل بكاء الخذلان فظمأ الخوف خالد على رصيف الهذيان و بريق المدى يلهث بشوق الندى لرعشة فجر تاهت بين خيوط الوهن . أيا ذاكرة .. ألا أوقدت قنديل الرفيق ! فلوعة الشهيق تسطر فجر الطريق لأفق شوق الأيام
-----------------------------
بوعلام حمدوني السعيدية ، 05-08-2017