top of page
صورة الكاتبAdmin

أم البدع - سعد بنعيسى الباتني


أم البدع - سعد بنعيسى الباتني

---------------------------- إن العملات النقدية الحديثة ذات الوجهين ، أعوذ بالله من كل ذي الوجهين ، مبنية على المتناقضات ، فهي وسيلة للإنتاج ، أي لوجود الشيء ، و هي وسيلة للاستهلاك ، أي لإعدام الشيء ، و هي وسيلة للشراء أي لكسب الشيء ، و هي وسيلة للبيع ، أي لفقد الشيء ، لأن النقود الرخيصة التي يتم الحصول عليها مقابل البيع لا تساوي شيئا . إنها وسيلة لكسب مودة الناس و سبب في تحويلهم إلى أعداء ، إنها وسيلة للبناء وتشييد العمارات وتعبيد الطرقات وإقامة الجسور و امتلاك السيارات و الطائرات و البوارج و الأساطيل البحرية ، و هي وسيلة لهدم الجسور وتخريب المباني و طمس أثار الحضارات ، إنها وسيلة لجمع المحبين مع الحبيبات و نشر الألفة و السكينة و المودة بين قلوبهم ، و هي وسيلة لهتك الأعراض و انتشار الفاحشة والفساد بين المجتمعات . إن منافعها تأتي ببطء شديد ، و مضارها سريعة كسرعة البرق في الظلمات . إن هذه النقود المبتدعة من طرف الكفار المسيحيين و اليهود الغربيين و التي يعتبرها علماؤنا و فقهاؤنا المغفلين و البلداء و الحمقى من الأرزاق ما أنزل الله بها من سلطان . إنها هي التي تفسخ صور العباد و تحول المؤمنين إلى شياطين ، و الكفار إلى أبالسة .فـبها تبخس الخدمات و المنتجات على حد سواء ، و بها تسلب خيرات و ثروات الأوطان ، و بواسطتها يتم إفقار الشعوب ، و بها يتحقق الثراء للصوص والانتهازيين و الطغاة . فمتى كانت الأوراق المصنوعة من الألياف أثمن من النحاس و الفضة و الذهب و سائر المنتجات لولا حماقة أذكى المخلوقات ؟ . نحن نعلم أن غش وتزوير عملات الفضة و الذهب مخالف لشرائع الأرض والسماوات ، و نعلم أن المولى تبارك و تعالى توعد الذين يكنزون الذهب والفضة بالعذاب الأليم ، لأن كنز هذين المعدنين يعتبر احتكارا للأموال و يؤدي إلى بخس المنتجات و الخدمات و نشر الفساد بين العباد . و إذا كان عذاب الله مؤجلا إلى اليوم الآخر فهذا لا يمنع الحكام و المسؤولين عن نشر العدل و شريعة الله بالأخذ على أيدي المفسدين ومنعهم من فعل ما حرم الله . إن العملات النقدية الحديثة التي أحلتها دول التحالف الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و مملكة بريطانيا محل نقود الفضة و الذهب لم يبتدعوها لينشروا بها العدل و المساواة بين جميع شعوب الأرض وليقضوا بها على كنز و احتكار العملات القديمة و لكنهم اتخذوها طعما لاستغفال الناس و تحقيق مآربهم و أهدافهم العنصرية الهدامة وتحقيق الثراء بمنتجات وثروات جميع شعوب العالم . إن العملات النقدية الحديثة لم تساهم في نشر كل المفاسد المناقضة للمحامد التي أحلها الله فقط و لكنها أفرغت الشريعة السمحة والدين الحنيف من تشريعاته الحكيمة حيث استبدلت بتشريعات الكفار و ما يعرف بالحريات و حقوق الانسان ، بينما الواقع و الحقيقة هو الاستعمار الاقتصادي و العبودية و سلب الحقوق و سلب الثروات و الأرزاق و ليس هناك حقوق و لا حريات . إن الحرية و الحقوق لا يتحققان إلا بالأرزاق و الأموال التي يؤتيها الله للعباد شرط ألا تكنز و لا تزور و لا تنفق فيما حرم الله ، أما الحرية و الحقوق التي أقرتها الدول الغربية بالأموال الوضعية القادمة من عند العباد فلا تحقق سوى أطماع و جشع العباد . فاستيقظوا أيها المسلمون فإن فلسطين والقدس الشريف قد تم اغتصابهما بمجرد نقود الورق و لم يتم شراؤهما بفضة و ذهب الله . و ليعلم الناس أن الذهب الذي أنجب قيمته لتتحكم فيه و في جميع المنتجات هو الأمة التي ولدت ربتها ، و التي هي من علامات قرب الساعة كما ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله عليه الصلاة و السلام و البركات . إن كنز الذهب و إنفاق قيمته فقط هو سرقة لمنتجات الآخرين ، و إن بيعها هو تحقيق للأرباح بمنتجات غيرهم ، و إن أصحاب العملات الصعبة أسبق من غيرهم إلى استغلال ثروت سائر العالم ، و ليعلم الجميع أن العودة إلى الله لا تتحقق إلا بإنفاق الذهب جنبا إلى جنب مع قيمته في جميع الدول وحسب قيمة كل عملة من الذهب . و على الدول التي تملك عملات دول أخرى أن تطالب الدول صاحبة تلك العملات بصب مقابل تلك النقود من الذهب المكنوز كاحتياط ، و إذا استرجعت تلك الدول صاحبة العملات نقودها ببيع منتجاتها ستسترجع ما نقص عندها من الذهب ، و إنه إذا لم يتم التعامل بإنفاق الذهب إلى جانب العملة أو وحده فقط ستبقى أمريكا و الدول الغربية هم أرباب العالم . إن انفاق الذهب إلى جانب العملة سوف يغني الدول الأكثر إنتاجا و تصديرا و بيعا للمنتجات و لن يبقى الولايات المتحدة الأمريكية أغنى دولة في العالم باتنة في 31/07/2017


٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page