من سيرةِ أُمَيْمَةَ بنتِ عامرٍ الحارثية ... - أبو علي الحلفي
-----------------------------------------------------
طباعُ ( أُمَيْمَةٍ ) مرضٌ خطيرُ ...
يَفِرُّ لهولهِ الأسدُ الهزورُ
فلو أدخْلتُها جناتِ عدْنٍ
لَقالتْ : ُ إنها عَيشٌ مريرُ !!!
ولو أجلسْتُها بمَقامِ ربي
لَنادَتْ : إِنَّهُ العبَثُ الكبيرُ !!!
فهل من ناصحٍ أو من خبيرٍ
فقد أعيا بها قلبي الخبيرُ ...
إذا مامَسَّ شاعرةً جنونٌ
يموتُ الشِّعْرُ فيها والشعورُ ...
كذاكَ ( أُمَيْمَةٌ ) لما رماها
بصيرُ القومِ عاشَرَها الضريرُ ...
وإني قد مَلَلْتُ مِنَ الغواني
وَمنْ ورقاءَ ترصُدُها الصقورُ
وإني لا أتوقُ إلىٰ البغايا
فما في خاطري إِلَّا الطهورُ
كبيرُ النفسِ يسمو في المعالي
ولا يسمو الخسيسُ ... ولا الحقيرُ ...
وإني إنْ وُلِدْتُ بِغَيْرِ عصري
ففكري لا تُقارعُهُ العصورُ ...
ركِبتُ عزيمتي وسريتُ ليلاً
كما يسري البراقُ المستنيرُ ...
جَناحي خافقٌ فَوْقَ الثريا
ثَقوفٌ ... لا يلِفُّ ... ولا يدورُ ...
عصوفٌ ... بارقٌ ... مَرِنٌ ... خَبورُ
صَمودٌ ... خارقٌ ... صَلِدٌ ... ظفورُ ...
إذا ماطافَ في كونٍ دهوراً
تفزُّ بخَفْقِ رؤياهُ الدهورُ ...
فلا تنسَيْنَ ملحمةً بقلبي
ففيها يُفْرَقُ الأمرُ الخطيرُ ...
وتلك مقابرٌ حُفِرَتْ لموتىٰ
مِنَ الأحياءِ ... ولْتَحْيَ القبورُ ...
---------------------------------
شعر : أبو علي الحلفي ...