مصالحة مع النفس - خديجة الشقوري ------------------------------------ في لحظة مواجهة بيني وبينك يا اناي تسحبين عن جسدي ما التحفته طيلة سنوات على طاولة الكشف .... انتظر حكمك....أمامك عارية ...كما استقبلتني الحياة اول مرة ... كانت صرختي عالية ... رافضة لهذا اللقاء مكرهة اتيت ..من غياهب ظلمة عارمة جئت... الى غياهب اكثر ظلمة قدمت مُذْعِنَة خرجت الى الحياة ... وبِمِحَنِها وُوجِهْت فلا لوم علي يا اناي ... بين دروبها تقلبت .. وبمدرستها تعلمت .. وعطائي مما منها اكتسبت حسناتي أمامك ... ومساوئي بين يديك ...مجردة من كل شئ .. لا ادري كفة من طغت .. فلا تواجهيني بنظراتك الشزراء يا اناي .. التمسي لي العذر ان هوت كفة حسناتي فقد جرَّدَتني الحياة من الإحساس بالامان عندما رَفَعْتِ امامي سلاح الفراق الفتاك... غاص نصله بعمق الفؤاد ... وأجبرتني على تقبل مرارة الرحيل ..وحرقة الغياب حنانيك اناي .. وعيت الدرس وعلمت ان دوام الحال من المحال ..رضيت بالحال وتقبلت امر بُعْدِ الأحباب ...ملتحفة ستائر النسيان غدا باْذن الله ستتعادل كفتي الميزان .. ويذيب الاسى بنظراتك سيل الحنان ... ليجرف ما بيننا من جفاء .. ونرفع راية الصلح بوجه الزمان تلفظني اناي تعيب خنوعي وضعفي ترميني بعيدا اتعثر بين شهقاتي باحثة عن ظل يقطين يسترني تلدغني لسعات وحدة قاسية وملمس ارض غريبة تأبى ايوائي دثريني ايتها الأنا الثائرة وارجعيني الى حضنك راضية عني ... فضعفي وليدك وقوتي أستمدها من صمودك اقارع به عاديات الزمان دثريني فبدفء حضنك أقاوم ولا اهزم