حافّة العراء ... - مصطفى الحاج حسين
-------------------------------------
تركتُ عندَ حافّةِ صرختي
سحبَ الحنين
وبقايا احتراقي
وكنتُ أهجسُ بوميضِ السّكون
أطوّقُ ينابيعَ الرّماد
وأسدُّ نوافذ السّراب المهشّمة
ليسَ موتي
من يعيق ولادة الدّروب
وليست كلماتي
من ستشيّدُ جنون الرّحيل
أنا أعبثُ برمالِ ضحكتي
وأقفزُ في فضاء البكاء
وفي كلِّ حينٍ
أبعثرُ مجيء الحصار
في يدي
بضع آهاتٍ نازفة
وعلى أجنحةِ غيابي
يتراكمُ عويل الخراب
أنا صلصالُ الهزائم الرّاهنة
ونيرانُ النّدى الموؤود
أصعدُ أدراجَ الوقت
لأعلن عن ولادةِ العراء
تحملني أعاصير الشّهوةِ
لحنينِ النّايَ الماطر
وأوزّعُ على بهاء البلاد
أغصان جثتي الحالمة
بشفقٍ يغنّي نشيدنا الوطنيٌ
وبحر تجيدُ أمواجه
التّحدث بلغتنا الورقاء
وشواطئ تهلّلُ للسلام
------------------------
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول