top of page
صورة الكاتبAdmin

الاقتصاد الإجباري - سعد بن عيسى الباتني


الاقتصاد الإجباري - سعد بن عيسى الباتني

------------------------------------------ لقد خلق الله تبارك و تعالى الأكوان و خلق العباد و خلق الأرزاق كلها و أتاح الفرص للناس ليسعوا في أرضه و ليطلبوا من خيراته و أرزاقه ما شاءوا ، و أحل لهم البيع ليقايضوا ما أنتجوه مع غيره من منتجات سواهم ، و سواء أكانت المنتجات ذهبا أو فضة أو نحاسا أو حديدا أو قمحا أو قطنا أو رؤوسا -أي حيوانات- أو حتى حجارة و طينا لبناء المساكن فكلها عند الله أرزاق . و لقد توعد المولى عز و جل الذين يكنزون الذهب و الفضة بالعذاب الأليم نتيجة لما يترتب عن هذا الكنز من تعطيل لعمليات المقايضة و من منع الناس من الحصول على ما هم إليه في حاجة من أرزاق . و في مطلع عصر النهضة الحديثة و مسايرة للتطور الصناعي و العلمي و التكنولوجي و رغبة من الدول الغربية و سائر شعوب العالم في محاربة كنز الذهب و الفضة و احتكار العملات النقدية من طرف أعداء الله و المخالفين لما جاء في كتابه ، لجأت الدول الغربية إلى استحداث العملات النقدية الورقية الجديدة التي تعرف باسم القيمة فقط ، و لكن دون حساب لكنز العملات الجديدة و التسبب في الأزمات النقدية ، أو ربما تعمدوا و قصدوا ذلك رغبة منهم في استعباد شعوب العالم بواسطتها . لقد حول الكفار المستظلون تحت ظل النصرانية و اليهودية المزورتين الاقتصاد الحر الذي أتاحه الله لسائر العباد إلى اقتصاد إجباري . لقد أصبح العباد مجبرين على العمل من أجل الحصول على النقود قصد الحصول على الأرزاق بعد ذلك ، و لقد أصبحوا مجبرين على بيع منتجاتهم لأصحاب العملات النقدية للحصول على بدائل لها مما كان يقايض بها . لقد أصبح العمل و الإنتاج إجباريا و حتميا لأصحاب النقود المصنوعة دون سواهم . لقد أصبح الناس كلهم جميعا مجبرين على خدمة أصحاب العملات الوضعية و الإنتاج لأصحاب نقود الورق ، لقد أصبحوا عبيدا لأصحاب الأوراق بعد أن كانوا عبادا لصاحب الأرزاق ، لقد أصبح أصحاب نقود الورق هم الذين يرزقون العباد نيابة عن خالقهم و خالق الذهب و الورق . و لم يعد أصحاب الذهب الثمين في حاجة إلى استرجاع ذهبهم لأن الورق متوفر لإنتاج نقد جديد ، و رغم أن توجه الناس للحصول على الأوراق قد قلل من توجههم إلى انتاج الأرزاق فقد ظل المبتدعون لنقود الورق هم المستفيدون بأكبر قدر من إنتاج العالم كله . لقد كان الناس يأملون و يرجون أن تكون النقود الحديثة وسيلة لتشغيل جميع العباد بواسطتها و إنتاج مختلف الأرزاق بواسطتها و تقسيم المنتجات بواسطتها بالعدل على كل من ساهم في خدمة الصالح العام للعباد من سياسيين و إداريين و أطباء و قضاة و جنود و صناعيين و فلاحين و سائر العمال الذين يساهمون في خدمة بعضهم للبعض الآخر بإخلاص و دون منَ و دون كسل و دون غش . إن النقود بصفة عامة استحدثت لتقسيم الأرزاق بواسطتها على سائر العباد و لم تستحدث لتتكاثر و تحتكر و لتجبر العباد على الإنتاج و خدمة أصحاب النقود فقط ، و وفقا لنوع العملة . لقد حوَل النظام الاقتصادي الاجباري الحياة إلى مجرد تسابق العباد على السلطة و المال و إنتاج أسلحة الدمار الشامل و تهديد السلم العالمي بالانفجار و تهديد الأمن و الإيمان بالله بالفناء و الزوال . إن المؤمنين من اليهود و النصارى و المسلمين محاصرون اليوم من طرف أصحاب النظام الاقتصادي الاجباري و محاصرون من طرف أصحاب نقود الورق ، فلا إيمان لهم إلا بنقود الورق و لا طعام ولا شراب و لا كساء و لا مأوى لهم إلا بنقود الورق و لا زكاة و لا حج لهم إلا بنقود الورق ، و لا مساجد لهم و لا كنائس و لا أديرة ، فنقود الورق هي التي تنقلهم إلى محارم الله و هي التي تحرمهم من بلوغ القبلتين اللتين استحوذ على أولاها اليهود و استحوذ على الثانية آل سعود المتحالفين ضد إخوانهم الشيعة مع أمريكا و دول الغرب و اليهود أكبر المستغلين لجميع شعوب العالم كله بنقود الورق . إن الشيعة من المؤمنين بالله و إن الذين يشتمون و يلعنون الصحابة و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعا هم من اليهود و المنافقين الإيرانيين و ليسوا من المسلمين الشيعة . إن الذين يحاولون إلصاق هذه التهمة بالمؤمنين كالمنافقين و اليهود الذين يلعنون الخلفاء الراشدين و يطعنون في شرف أم المؤمنين عائشة . إن اليهود و المنافقين هم الذين لا يكلون من خلق الدسائس و إشعال نيران الفتنة . إن الشعوب في الدول الغربية تعمل و تنتج لأصحاب العملات الصعبة فقط ، بينما سائر شعوب الدول الأخرى تعمل و تنتج لصالح أصحاب العملات المحلية و لصالح أصحاب العملات الصعبة في نفس الوقت . و إن العمل من أجل إطعام المجموعة الصغيرة أهون من العمل من أجل إطعام العالم كله . إن كلام الله واضح و شريعته واضحة و الصراط المستقيم واضح و إن سفسطة المستظلين بظل الديانات اليهودية و النصرانية و الإسلام من المنافقين و المضللين للعباد بواسطة نظامهم الاقتصادي الاجباري قد اتضحت أيضا للعباد ، فعلى محبي الله و أنصاره أن ينصروا الحق و من نصر الحق فقد نصر الله ، أما محبي نقود الورق و الذين يغنون الناس بنقود الورق فإنهم بنظامهم الاقتصادي هذا من أنصار الظلم و الباطل ، و إن الناس كلهم يعلمون أن سطوة الظلم و الباطل و إن طالت فهي إلى زوال لا محالة . قال أصدق القائلين : ( و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) الآية (81) من سورة الإسراء إن كون الأموال من خلق للعباد يؤدي إلى ظلم العباد لبعضهم و إن كون الأموال من خلق الدول يؤدي إلى ظلم الدول للدول ، و إن كون الأموال من خلق لله يستوجب توزيعها على عباد الله و لو عن طريق الزكاة الإحسان ، و إن توزيع أموال الله على جميع عباد الله يجعلها بعد ذلك ملكا للعباد و ملكا للدول ، و لهذا يجب على الجميع أن يقروا بأن ملكيتها الأصلية للخالق الأول ، و أنه يتوجب عليهم تطبيق ما أمرهم به و الانتهاء عما نهاهم عنه و لا يحَب عليهم الخضوع و الانقياد لصناع نقود الورق و المزورين لعملات الفضة و الذهب . إن الإسلام جاء من أجل العدل ، و لم يأت من أجل الإكراه و الإجبار و الظلم . إن الإسلام لا يحب التنافس على الأموال و ظلم العباد للعباد و لكنه يحب التنافس على صالح الأعمال ، و يحب التنافس على البر و التقوى و الإحسان ، و يرضى للعباد الفوز عند الله يوم الحساب يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من جاء بقلب سليم . مع العلم أن قلوب اليهود صناع النقود مليئة بالحقد و البغض و الكراهية للإسلام و المسلمين . باتنة في 17/07/2017


٨ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page