ضـــــــــــــائع وجــــه بلا رقـــــم ولا ذات - د.المفرجي الحسيني ------------------------------------------------------------- أتلفّت حولي ضائعا منذ زمن أبدي في عالم المكان فقدت جذوة الذاكرة أمخُرُ شوارع المدن كسفينة محطمة متهرئة لا أتذكر أسماءها تائه في زحامها أتفحص حدقات عيون الناس لعلي أجد صديقاً يعرفني وأعرفه يرشدني إلى داري وأهلي ضائع في العراء أتفحص عُرى صحرائي اختفاء معالم الشوارع المدن بلا أسماء المقابر قبورها بلا شواهد الميتون بلا أسماء وملامح تتبعثر أسماؤهم في الريح يضيعون تضيع الريح في العراء الفسيح يتوهج العراء في الشمس يتقلص لضوء القمر يتيه في متاهات العصور يتعثر بهياكل الكائنات العظمية المتفحمة المتكلسة وشظايا الصخور صديقاً لوحوش الكهوف تربيت في الكهوف طمرها الزلزال كنت حكيما وحيداً على قمم الجبال في قيعان الزمان المحارب في حلبات الصراع مع الوحوش المغني المتوحد في الصحراء مع الذئاب الفارس الذي عشق الصحراء بازغ في الضباب مثقل بقصور الحزن عليّ ان أستعيد زمني مكاني وروحي الضائعة اجتاز الفاجعة أقف لي وطن سفري غائر في الزمان يحمل كل الأسماء أنا في خارطة العالم دنيا بيضاء لا خوف فيهالا قتل لا بكاء منارة تهتدي بها زوارق الخلجان سارية مشاعل لسفن البحار الماء الخزين لنبات الصحراء سواحل المدن المهجورة موطئ الشوق للمغترب المهاجر الصوت في هذا الزمن الوعد والنبأ المولود متخطياً كل الأعمار صيحةٌ في ذاكرة الزمن بركان في دنيا الاضطهاد دنيا البشر الخاملين الأرض المزروعة بالشجر والطين لعصر بلا شارات ونياشين سأمحو كل الشارات الموهومة والنياشين يولد صوت البشر الفقراء يلثم ثغر الأرض الشاحب ويمسح عنه الظلمات تطّلع لسفري تصفّح تاريخي أقرأ تاريخ الإنساني المحترق عبر أسفار الزمن ما يندى له جبين البشر وينشق البدن كل الصفحات المطوية المختومة بختم السيد المحترم ما خلف الأبواب المؤصدة عن دنياي أسمع أجراس أيامي تنادي لتسأل عن شمسي أرضي وطيني عن دفاتر عمري زمان مدفون بين المشنقة والسكين مملوء فمي برمل شاطئ النهر اليابس كلمات حيرى عطشاً جرح نازف مطعون لأهوي في قاع نهر الأحزان أشرب كأساً مخمورة حد صمتي مطفأ في عمقي شواطئ النسيان أنا بين هذا وذاك بين كل الخطوات وجه لا يملك رقماً ولا ذات ----------------------------- د.المفرجي الحسيني ضائع:وجه بلا رقم ولا ذات العراق/بغداد 10/7/2017