فيروزة الضباب....... - جمال العامري
------------------------------------- تعز يافيروزتي الحالمة يا من ينحني الغمام وراء إبتساماتك مُغرورِقاً بندى الياسمين تتسلّل قطرةً في رمل المزهرية كما الزُّبد يُؤجج سُباتي فمكِ المُشتَهى في عذوبةٍ يُناديني عذوبةٍ بلا صخب......... وبلا ضجيج..... لكل العابرين روحي مُعتلّة في عاصمة الموت الحياة فيها كريهة ، الوحوش فيها تمضي طليقة وشعلة الحرب مُتقِّدة في كل شارع غير آبهة بحال الطفلة المسكينة التي تدعو للرثاء والشفقة حبيبتي الحالمة ......... ضُميني بين ذراعيك ؟ أودُّ ان أحلم على أريكة الضباب أيتها الجميلة الباسمة أنتِِ خليلتي وروحي النابضة أبوابك مفتوحة في كل وقتٍ وحين للمسافرين والقادمين في الصباح والليل الهثيم تجلسين على قارعة الطريق تُودِّعين وتستقبلين تنثرين عبق المشاقر في الجبين وجهك يُضيئ الكون يحمل البراءة والصدق والصفاء للعالمين وصدرك سرير لكل العاشقين حواسِك مُتفتِّحة للحياة وحين تسلّلت الأفاعي والمُجرمين مُتلذِّذين بإصطيادكِ وإثارة الرعب في سماواتك الصافية أوصدتِ دونهم الأبواب وأسقطتِ أهدافهم الحقيرة ومؤامرتهم البربرية على حدودك العابرة وأسوارك المشيدة بأريج التمدن فتقهقروا وتضجروا وتواروا في الغسق المظلم مغشياً عليه القتلة يا باسمة المزهرية لا يفقهون معنى التحضر ولا يؤمنون بمبادي الشراكة والسلم يا غزالتي المُتلفِّتة في محراب الحياة المُخبّأة تحت عتبة الياسمين صُمودك ينحني له جبل صبر الشامخ وتتفاخر به قلعة القاهرة وتُبارك مواقفك المُشرِّفة جداول وادي الضباب وسقسقة العصافير وتُغار منك مراكز القوى المُتخلِّفة المُتعطِّشة للدماء أنت البسيطة تخجلين العنف ذاته والأرهاب وحُماته وتُبهرين الحب والسلام العالم امام ناظريكِ سنابل من نخيل والأمن تحت اناملك الشافية حياة وسعادة سائغة ليّنة تشابكت مع الحب جميلة أنتِ كأزهار تحت الندى عصيّة على الطّغاة تأنفين الذل والهوان وتأبين الإنكسار كنبوءة تُرسل أنجيل الحياة للسماء ترتيلة الود والوئام وعناقيد من الهدايا ............. للحالمين
----------------------------------- .جمال العامري 18/10/2014م