أمينة المفتي أم الجواسيس العرب ! ح6 - أحمد عبد اللطيف النجار
--------------------------------------------------------------
جواسيس فوق العادة
تملك الغيظ والغضب من الخائنة المرتدة أمينة المفتي ، كيف استطاع الضابط الفلسطيني أبو ناصر خداعها بتلك السهولة وهي التي طالما خدعت مئات القادة والزعماء الفلسطينيين من قبله ! لكنها لم تيأس منه وقررت دعوته لقضاء سهرة حمراء معها في شقتها وأحضرت أنواعا عديدة من الخمور كي تستطيع شل إرادته كلياً وعندما يتملك السكر منه يفضفض معها بكل الأسرار العسكرية الني يخفيها عنها ! وبالفعل انطلق لسانه كالسيل قائلاً : أنه جهز فريقاً من أكفأ رجال الكوماندوز للتسلل داخل الدولة العبرية لضرب مدينة نهاريا الساحلية بالصواريخ . هذا كل ما قاله أبو ناصر لأمينة وهو في نشوة اللذة وعربدة السكر ، وحاولت أمينة أن تعرف منه المزيد دون جدوى ! هكذا تعلم الرجل في المخابرات العسكرية الفلسطينية ، مهما كانت حالته الشعورية لا يعطي أبدا المعلومة الكاملة لأي إنسان . هكذا صادفت الجاسوسة أمينة رجلاً محصناً منيعاً ، من الصعب احتوائه واختراق حصونه كما فعلت مع الباقين ! لذلك بمجرد أن غط في النوم ؛ قامت في حذر بالغ إلي حيث ملابسة وفتشت جيوبه بدقة وترتيب حتي لا يشعر بشئ ، وعندما فتشت الجيوب بحرص استوقفتها وريقة صغيرة كادت أن تصرخ رعباً من محتوياتها ؛ كتب فيها ابوناصر : تل أبيب من 9 إلي 25 مايو / 500 كيلو TNT / ش بلفور ، ش كيديم / ش أرليخ وأكليتوس / ش اليركوس ورعنان / عدد 5 فرق 17 فولكس سوبار وشفر / يافا . إسرائيل تبكي في عيدها !! ضباط جهاز الموساد حائرون ، ماذا يفعلون لمواجهة العمليات الفدائية المتزايدة التي شوهت صورتهم في أعين الصهاينة جميعاً، التوتر والخوف يسيطر علي الجميع . منذ أن بدأت أمينة في استدراج الضابط الفلسطيني أبو ناصر ؛ وكل المعلومات التي تبثها للموساد ناقصة غير مكتملة ، دائماً هناك حلقة مفقودة ! احتار الموساد كثيراً في أخبار أمينة المفتي المزيفة دائماً، وكان القرار النهائي أن تترك الجاسوسة جنوب لبنان فورا وتنتقل إلي بيروت ، وتوقف كل نشاطها الفترة المقبلة ! لكن هيهات أن تستجيب أمونة الشعنونة للأوامر ، حيث فوجئ ضباط الموساد بها تبث رسالة لهم قلبت كل الموازين ! الرسالة تقول أن سبعة فدائيين سوف يتسللون في الفجر ، يحملون أسلحة ثقيلة ونوعية مثل الآر بي جي ومدافع الكلاشينكوف الفتاكة والقنابل الهنغارية وكميات من عجائن المتفجرات لتفجير مستعمرة جيشر هازيف بمناسبة عيد إسرائيل القومي ! علي الفور انطلقت قوات الأمن مع تباشير الصباح الأولي تطوق المستعمرة وانتشرت نقاط التفتيش في كل مكان ، وبدأت المعركة ولكن في مكان آخر أبعد من تصورهم ، كانت معركة شرسة يوم 15 يوم 15 مايو 1974 في قرية معالوت التي حاصرها الفدائيون السبعة وأمطروها بوابل من القذائف الصاروخية وسيطروا تماما علي كل السكان والطرق المؤدية للقرية ، ودمروا عدة سيارات عسكرية حاولت الالتفاف عليهم لعزلهم عن القرية ! بعد ستة ساعات ونصف أسفرت المعركة عن قتل 25 صهيوني وجرح 117 ووقفت العجوز الشمطاء جولدامائير رئيسة الوزراء أما كاميرات التلفزيون العبري وهي تكفكف دموعها قائلة : اليوم عيد ميلاد دولتنا الخامس والعشرين .. وقد أحاله الإرهابيون إلي يوم مرير بالنسبة لإسرائيل ! طبعاً أمينة المفتي الجاسوسة النارية استشاطت غضباً لأنها كانت السبب الرئيسي في ما حدث بسبب معلوماتها المزيفة ! انطلقت كالموج الهادر تريد الانتقام من الجميع ، استجمعت جرأتها وجموحها بكل عنف غير مبالية بأي مخاطر تقابلها ، وعلي الفور طلبت من مارون الحايك أن يزورها في شقتها في بيروت ، فأسرع إليها وهو يحلم بقضاء سهرة حمراء جدا مع الفاجرة أمينة ؛ لكنه ما أن دخل الصالون حتي تجمدت عيناه علي نجمة داوود الزرقاء علي الحائط ! ساعتها صرخ الرجل من الرعب ... يا إلهي .. أنتِ إسرائيلية !! ــ اجلس أيها الأبله ، قالتها أمينة بلهجة حاسمة ــ أنتِ ..! ــ نعم أنا إسرائيلية ! ــ ماذا تريدين مني ؟! ــ بدأنا المشوار معاً ولابد أن نستكمله معاً ! ــ أي مشوار !! ــ لا تتغابي معي أيها الأحمق ، أنت تعلم جيداً إننا نعمل لصالح الموساد ، واعلم جيداً أن حياتك وحياة أسرتك رهن إشارة واحدة منى ! ــ يا يسوع ... أنقذني .. خلصني ! وبينما كان مارون كالطير المذبوح في حلاوة الروح ؛ نشرت أمينة أمامه عشرات الصور الفاضحة له معها بأوضاع ساخنة جدا جدا ، وكذلك تسجيلات صوتية له وهو يدلي بأرقام التليفونات السرية للزعماء الفلسطينيين ! ساعتها اقشعر بدن الرجل وقال لها في خضوع تام : ــ ماذا في يدي أن أفعل سيدتي ؟ ــ الموساد تريد منك تعاوناً أكثر وسريع . ــ كيف ..؟! ــ أنا لا أفهم في السياسة سيدتي ! ــ سأعرفك كل شيء . ــ وأنت أيضا تعشق الخمر والجنس والنساء ! ــ أنا غبي أحمق ، تعس ! ــ ستدفع لك الموساد مائتين وخمسين ليرة شهرياً ــ أرجوكِ سيدتي ... الموساد ..؟!! ــ كلب مثلك يجب أن يكون وفياً لأسياده . انفتح فجأة باب إحدى الغرف وصرخ مارون هلعاً عندما رأي ثلاث رجال بوجوه صخرية ونظارات سوداء ! ساعتها كاد مارون يموت خوفاً ورعباً ، خاصة أن الثلاثة رجال لم يتكلموا بحرف واحد ؛ فجأة قالت له أمينة : ــ ماذا تقول يا مارون ؟... قالتها بلهجة آمرة حاقدة ! ــ ماذا تريدون مني ..؟!! ــ أتكره إسرائيل ...؟! ــ أنا لا أكره أحد ... لا ..لا .. أكره عرفات .. نعم أكره عرفات ورئيسي في العمل .. ماذا تريدون مني ؟ ــ أولاً .. وقع هنا .. إنه إقرار بالصداقة والتعاون . صرخت فيه أن يوقّع .. فوقّع ويده ترتعش ، وأردفت : ــ أريد زيارة سريعة للغرفة السرية بالسنترال المركزي التي حدثتني عنها ، وسوف أقوم بالتناوب أنا وأنت بتسجيل المكالمات التليفونية بين القيادات الفلسطينية ! ــ تسجيل ...! ــ نعم .. ألم تسمع أيها الغبي بالعمليات الفدائية داخل وطني إسرائيل ــ أنا لا أقرأ في السياسة . ــ ولن تقرأ علي قبرك ( طوبي للذي تختاره يا رب ) . ــ بإمكاني التنصت أثناء نوبات عملي ولكن .. ــ ستتعلم جيداً كيف تسجل المكالمات أنت ومانويل . ــ ما نويل ..؟! ــ ألا تكفي مائة ليرة ؟ ــ مائة ليرة ..! ــ هو يبيع امرأته بليرة واحدة ! هكذا وقع مارون الحايك كالفأر في المصيدة ، سنوات طويلة وهو يلعب دور الصياد المغامر الجرئ ، ولم يتوقع أن يأتي يوماً يصبح هو الفريسة بين يدي امرأة كانت إلي عهد قريب جداً ناعمة ، مثيرة ، رقيقة ، انقلبت فجأة إلي وحش مسعور اغتصب أحلامه وأحالها الي كوابيس مرعبة ، تلك هي الشيطان الآدمي أمينة المفتي ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ