بين الكرامة و العاطفة - ميرة ميرة
---------------------------------------
قيل لي ذات مرة لما لا تكرهين أحدا فكنت أجيب بأن هذا المصطلح لا وجود له في قاموسي، أما اليوم فأنا أبحث عن كل المصطلحات فلا أجد إلا هذه الكمة تطوف في أنحائي، وتستوطن روحي، فأحيانا مواقف بسيطة وكلمات قليلة تجعلك تعيد ترتيب الأشخاص في حياتك وطريقة التعامل معهم، فلكم أتمنى عودة الزمن إلى الوراء لأتلفظها في وجه أناس كثيرين كانوا يضحكون في وجهي ويطعنوني في الظهر، والأصعب من ذلك أن يقال فيك كلام تتمنى أن تنشق الارض وتبتلعك على أن تسمعه، ولكن الأمر الأصعب، الأصعب والذي يزيد من تعميق الجرح أكثر هو أن لا تسمعه من أفواهم بل يرد على ألسنة غيرهم، فهل ماتت الضمائر البشرية إلى هذا الحد أما أن الطيبة الزائدة اليوم صارت غباء وتخلفا، ليت الحياة كانت ورقة في أيدينا ليكون سلاحنا في مواجهتها القلم والممحاة لنرسم بالأول مانشاء ونمحو بالثاني الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا لأنها الوحيدة التي يحق لنا أن نحزن عليها فهي لا تفارقنا مهما غدر بنا الزمان، وعصفت بنا الأيام، قد يقال عني شخصية أنانية لكن هذا هو الواقع فإن لم ترثِ نفسك فلا أحد يرثيك، وإن لم تغير من طباعك فستظل تقع في نفس المشاكل وستعيد نفس الأخطاء، لذا كان لزاما أن نحذف البعض من قاموسنا وأن نعتبر أن وجودهم لم يكن في يوم من الأيام، فالحياة لا تقف عند أشخاص خذلونا، وإنما هي مدرسة لنتعلم منها في كل مرة جديدا ونبني بها ذواتنا لا أن ننتظر أحدا آخر يبنيها.