أمي بباب المدينة - نعيمة حسكة
---------------------------------
يمشون في جنائزنا بخطوات منكسرة وأمي بباب المدينة ترثي زحمة الشوارع تزرع بذور الحياة تعالوا نغزل أغنية بسعة الكون تضاهي كل الاماني في كل مرة يسقط حرف من الحكاية كلما اكتظ الصراخ بشعائر صلاة تحت صدر السماء مر زخم السنين في غمضة جفن كأن ما حبلت الأمهات يوما ولا أصابها المخاض الى جدع شجرة يابسة كأن هذا الحلم مؤجل ككفن كلما تبرعم الربيع بلا حدود تُصادَر التأشيرة نحو الغد لا نهاية للسفر وسط دائرة مبهمة كل المدن أهدت جدائلها لسر بلون التراب والأمهات بالأبواب تصارع الغياب حين سُرقت الارض سُرقت بيوت الفقراء بالأمس اضحى رحيل الأشواق انسيابا بين أصابع العمر وأمي بباب المدينة تنادي في زحمة الشوارع تعالوا نغزل اغنية للأمل فهذه الارض تهوى ظلال الشجر. وتقول : سيذكر هذا الكرسي الشاغر وجوها مبهمة وتذكر شوارع المدينة ابتسامات صبية صارت تطارح الهموم وتذكر بلادي قلوبا تشردت حملت أجسادها على كتف الجرح هدية للجبل والبحر حين أدركت موتا يترصدها أدركت أن كل هذه المسافات لم تكن جديرة بنبض الربيع فالصبية الذين ابتسموا يوما صاروا أجسادا بلا كفن لتستبد الظلمة تزحف الشموع من قبورها تبحث عن ديار بالوطن.