top of page
صورة الكاتبAdmin

أنا ما تزرعهُ يدي - زكية المرموك


أنا ما تزرعهُ يدي - زكية المرموك

-------------------------------------

أنا ما تزرعُهُ يدي على صخرةِ السؤال ، ما تلتقطهُ أنفاسي من حقولِ الطينِ ، ماءٌ أجمعُهُ في غربالِ الأيامِ أنا ما أخزنهُ في محبرتي حيثُ لا يومَ أبيضَ يفيضُ على كاهلِ السّوادِ .

تسكرُ النارُ بي وأنتَ السّيلُ .. نارُكَ النّارُ يا جسداً في هواه يصيرُ الرقصُ فراشاً ويحترقُ لأكونَ المجاز. إلى جحيمِكَ خذني كي أتلاشى قبيلَ القيامةِ أنا الكأسُ أيّها القطرُ أنا النايُ والريحُ أنتَ فخذْ بيدي .. أصابعي قرّحَها الماءُ . أيّها النحاتُ : أي ثوبٍ يليقُ بهذا الجسد الطينُ لا يكفي كي يكتملُ النصابُ فكيفَ لا يستبدُ بهِ الغيبُ هو لا يجيدُ الوصولُ ومن أينَ هذا الملحُ على البابِ هو لا يتقنُ البكاءَ ولا يتعلمُ فكيفَ يحيلُ الأسودَ إلى أبيضَ يوم لا تنفعُ وردة ولا شباك إلا من دخلَ الحبَّ بقلبٍ كليم . لا يعلمُ العطشُ لماذا يولدُ الغيمُ وأينَ يموتُ لماذا يلوحُ المنفى للشرفةِ ؟ الوطنُ أنتَ فيا أيّها النحّاتُ لا تسقِ القصيدةَ ماءً ذابلاً والحطبُ فارعُ الجمرِ والفصولُ سواءُ . من اصطفاكَ أيّها الليلُ كي تطرّزَ الجرحَ بالجرحِ . تفلُّ ندوبي وترممني بالرماد . تشذبُ الخطوَ وتغلقُ بابَ الهواءِ وأنا كلُّ هذا الطواف ! تقولُ للسمكةُ للصنارةِ لا تطرقي بابي يدُكِ فارغةُ العشبِ ولا يقين في البحرِ كي لا تسكنهُ الطحالبُ وما المحّارُ إلا فخٌّ للغرقِ وأقولُ : هذا الغرقُ نجاة !


٧ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page