شهيقُ التَّوق ...- مصطفى الحاج حسين
-----------------------------------------
من بعيدٍ عليَّ أن أنظرَ
أراقبُ باحتراقٍ وشوقٍ
ما يسفرُ عنهُ الضّوءُ
من فتنةٍ مميتةٍ
تمتدُّ أليكِ روحي بجنونٍ
تحتضنُ وميضاً منكِ يلوّحُ
لدمعِ قلبي العاشق
أهيمُ على شَبَقِ الخيال
علّي ألمسُ ضجيجَ سحرِكِ
بأصابعِ لهفتي العاتية
ويهتاجُ الدّمُ في نبضِ الآهةِ
ليتني أقتربُ من حافّةِ الصّدى
والمدى يغوصُ في عمقِ صدرِكِ
أبتهلُ للريحِ تحملُ لي
بعضاً من طيبِ أنفاسِكِ
وباقةً من دفءِ عنقِكِ
ونافذةً تكشفُ لي
عن ظلِّ إبتسامةٍ
آهٍ من احتباسِ الدّهشةِ
ومن هواجسِ الرّغبةِ العارمةِ
إنّي أقرأُ زغبَ أنوثتِكِ
أتهجّى مساماتِ الشّهوةِ
أعتصرُ وهجَ حضورِكِ
أشعلتِ في مهجتي فضاءً
أوقدتِ أجنحةَ عمري
أصابعُكِ تدغدغُ المدى
بأوردتي
وصارت أيّامي أوراقاً لوردِكِ
أحلامي فراشاتٌ ترعى شَعرِكِ
يسكنُكِ لهاثُ دروبي
أعشقُ كلَّ ما يحيطُكِ
لأنَّ الأرضَ تتطهٌرُ بوجودِكِ
يا قامةَ الغبطةِ والنَّدى
سأمكثُ عندَ بوَّابةِ الرّجاء
أنتظرُ شارةً منكِ
لأرتميَ بفيءِ اهتمامكِ *
مصطفى الحاج حسين . إستنبول