الرضى - يوسف ونيس مجلع
----------------------------------- اصدقائى الاحباء فى سلسلة الخاطرات الصيامية فى التاملات الرمضانية الخاطرة رقم 16بعنوان الرضى كانت صفات السيد راضى لاصلة لها باسمه اطلاقا فهو مهموم دائما بادارة ملاينه لا يعرف الصفاء لذهنه طريق و كان فى هذا الصباح يعض بنان الندم على الصفقة التى ربح فيها بضعة الاف كان ممكن ان يربح ضعفها لان المتعاقد معه لم يكن له اى اعتراض على كل بنود العقد غير الدقة فى موعد التسليم وبينما هو يفكر مغموما توقف سائقه الخاص بالسيارة فى اشارة المرور واذا بالسيد راضى يلمح من نافذة سيارته الفاخرة غلاما لم يتخطى العاشرة من عمره يعبر الشارع بخفة وكأنه يسبح فى الهواء وعلى وجهه ابتسامة عريضة ملؤها السعادة والرضا كأن العالم كله خلق لاسعاده وهو ينادى -- الفل يابيه يادوب بجنيه -- وهنا احس السيد راضى بضيق رغم الهواء المكيف داخل السيارة وانتابه شعورا قاسيا بالفقر الشديد واخذ يفكر مع نفسه هذا الغلام ربما يحتاج لسنوات طويلة ليربح قليل مما ربحته انا فى هذا الصباح فقط وانا اهدرت سنوات طويلة من عمرى جريا فى جمع المال هذا الغلام بريق عينيه يستانس الجمال المخلوق حولنا وانا عشت عمرى لم الاحظه هذا الغلام يمتلك اشياء لا امتلكها انا صاحب الملاين وكانت نقطة تحول فى حياة السيد راضى فقد عاد الى منزله وجلس مع نفسه لينقيها من السلبيات وبدا يعطى من ماله بسخاء وبدات صفاته تنطبق على اسمه وبدا وجهه يعرف طريق الابتسام الحقيقى وقرر الصيام والقيام بصدق و فى احدى الليالى خرخ الى شرفة المنزل واذا بفجرا مميزا بجمال لم يعرفه فى حياته من قبل فاخذ شهيقا عميقا ليملا رئتيه بهواء الفجر النقى ولكنه شعر ان رئتيه تمتلى سلاما ممذوجا بثراء الرضا فكر فى نفسه ربما هذه هى العشرة مع الله نعم فقد وهبته اكثر مما كان ينتظر وكان دليل ثرائه كثرة عطائه وابتسامة رضا اكتسبها وجهه رويدا رويدا كلما اقترب من الله
بقلمى يوسف ونيس مجلع - مصر