إنّهُ وطني يا الله !!! - مصطفى الحاج حسين
-----------------------------------------------
إنّهُ وطني يا الله يتمزّقُ !!!
وترتحلُ عنهُ أسرابُ النورِ !!!
إلى أصقاعِ الهلاكِ التّائِهِ
في مخيّماتِ اغتصابِ الدّمعةِ الجذلى
وعلى مشارفِ الضّوءِ صلبوا الأحلام
موزّعةٌ أوجاعُنا على انحدارِ الطُّرُقاتِ
حيثُ يباغتُنا الموتُ
من كلِّ فجِّ سحيق !!!
ويلاحقُنا رصاصُ من كنّا ،
نشاركُهُ رغيفَ الأمان !!!
ووباءُ الحقدِ يلهثُ خلفَنا
فاغراً فكّيهِ لابتلاعِ دهشتِنا !!!
وضحكتِنا وبراءةِ الأطفالِ القتلى
يا الله !!!
وطني في مأزقِ التّاريخ
في حلقِ الفراغِ الأسود !!!
يقتلُنا الغرباء
القادمونَ من كهوفَ التّوحّشِ !!!
ليوزّعوا العهرَ على أرضِنا
ويغرسوا شتائلَ الكُرهِ في القلوب !!!
أشعلوا في ساحاتِ أرواحِنا
أشرعةَ الخرابِ الفسيح !!!
يذبحُ الجّارُ عنقَ الصداقةِ الأبيضَ !!!
ويحرقُ فراشاتِ الالفةِ واللهفةِ
والبسمةِ التي كانت تزيّنُ أبوابَنا
يا الله هذا وطني !!!
الذي تتعالى منهُ الاستغاثاتُ
تمشي مع الغيمِ في سماءٍ ،
تمطرُ قذائفَ مسكونةً بالجّحيمِ
تعبَ الموتُ من لهاثِهِ !!!
وخارَت أقدامُ الرحيل . ! *
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول