سنين عجاف - أبو خليل حصحاص
------------------------------------ رحلة بتذكرة وهمية.. مع أنين يتمخض بالأعماق و أحلام بريئة.. تنتظرها آهات بلهف و إشتياق بذرة أصلها خير.. إنزرعت بعالم لا يطاق تسقى من ثدي.. سلك نفس المشوار كانت له محطات إنتظار و إنتظار كان له أمل أن يصل إلى أرض الأحرار كان يرقب مرور البواسل الثوار ليمتطي نفس القطار ويجني أجود الثمار فمات الإنتظار بالإنتظار... ما بقي له إلا الإعراج للسماء وتذرع للقضاء ليكتشف أسرار الكون و ما يكنز الفضاء لم يعرف أن الأمر بلاء و أن الشمس تجري لفناء ولو كان يعلم الغيب.. لفضل البقاء ما كلف نفسه هذا العناء... و تبقى الرحلة مستمرة مع نفس الوجوه الماردة مع أقران الذل تساق لسوق النخاسة تقدف كبيادق في عالم يقال له "سياسة" بحر الظلمات أسراره تعاسة شطآنه كلها نجاسة... لا يستحم به من كان له ضمير ومن كان يبصر بات فيه ضرير فيه عصي التغيير لا تستطيع أن تجد له تفسير كل الأماني فيه تتأرجح بين منكر و نكير... الأقزام تحيا فيه عمالقة تقتات على أجساد متهالكة هو مرض عضال ينخر العظام البالية هو بوق لأصوات منافقة هو صندوق تدفن فيه صيحات يائسة... تنبعث منه وجوه شرهة..هرمة تتربع بدار "الحديث"،دات العماد تدق فيها أوتاد و أوتاد تصقل برياء و تسويف وخيبات وعناد لا تترد كلما جاعت تأتي على الزاد لا يهمها باقي الأولاد هم هتفوا "تعيش الأسياد" هم خشوا الأغلال و الأصفاد... هكذا كل بعض سنين عجاف تعود لعادتها سعاد تعود بأحلامها الرمادية بوعودها الأفلاطونية السرمدية تقرع الأبواب توزع نفس التذاكر الوهمية تضرب لنا موعدا لحياة مثالية... اكيد سنحياها بعد فناء البشرية !!! و تبقى هي تنعم بخيراتنا الوطنية. ------------------------------------ أبو خليل حصحاص