التنافس على الربوبية - سعد بن عيسى الباتني
------------------------------------------------ لقد نسب الله الأرزاق في كتابه المقدس ( القرآن ) لنفسه ، و نسب الأموال للعباد ، و حدد لهم من خلاله ( أي الكتاب ) الحلال و الحرام و ما يتعلق بالممنوعات من الأحكام ، و لكن العباد الذين خلقهم الله من الطين و نفخ فيهم من روحه ، و بعد أن حولوا ما رزقهم به الله من أرزاق إلى أموال أصبحوا نتيجة تشغيلهم للعباد بتلك الأموال و كأنهم هم الآلهة الذين يرزقون الذين يحصلون على الأجور التي يتقاضونها من عندهم ، أو يخيل إليهم ذلك . قال الشاعر اللبناني المهاجر إيليا أبو ماض عن هذا الانسان : نسي الطين ساعة أنه طين .:. حقيـر فصال تيها و عربد و كسا الخزُّ جسمُه فتباهــا .:. و حوى المالُ كيسُه فتمرد لقد أصبحت الدول و العباد الذين يتنافسون على تحقيق الثراء كأنهم يتنافسون على الربوبية . لقد أنستهم أموالهم التي ابتدعوها مقابل الكنز الخالد المتمثل في ( احتياطي الذهب ) ، أنستهم فيما توعد الله به الذين يكنزون الفضة و الذهب من العذاب ، و أنستهم تحريم الربا و الرشوة و التطفيف و بخس منتجات إخوانهم و أنستهم حرمة السرقة و نهب ثروات المنتجين و كل ما يرزق الله به عباده من النعم . لقد كان من الواجب أن يتحقق الثراء للذين ينتجون الأرزاق ، و ليس للذين يطبعون النقود و يوزعونها حسب هواهم ، إن الأموال هي قيمة الأرزاق و بناتها ، و ليست الأموال هي أمهات الأرزاق . لقد استطاع الكفار الملحدون اقناع العباد الذين يعتقدون بأنهم مؤمنون بأن الربا هو جزء من الأرباح التي تم الحصول عليها من أموال الديون ، و تناسوا بأن تلك الأرباح جاء من التطفيف و بخس منتجات الكادحين . و تناسوا بأن الربا نفسه يعني الحصول على نصيب من الأرزاق مجانا و أن الحصول بأموال الربا على أرزاق المنتجين كحصول اللصوص على تلك المنتجات تماما .. إنه بدل أن تكون الأموال في حوزة المنتجين ليجددوا بواسطتها ما تم استهلاكه من المنتجات لأن الله هو الذي يغني و يفقر من يشاء ، أصبحت تلك الأموال عند مزوري العملات و من أغنوهم بها من خدامهم و حراسهم و حتى كلابهم ، و من النوادر العجيبة أن كلبا ورث ثروة سيده المليونار في إحدى دول الغرب الذي يزعم قادته و مواطنوه أنهم سادة الديمقراطية و حقوق الانسان و الحيوان دون منازع . فمن رزق الولايات المتحدة الأمريكية و جميع الدول الغربية بهذه الأموال الطائلة التي أصبحت مطلوبة على مستوى العالم كله ، هل هو الله كما يعتقد المغفلون و السذج ؟ أم أنها حيلة يهودية من المسيحي الدجال . إن هذا الثراء الفاحش هو من عطاء المتألهين من العباد و ليس من عند رب العباد . إنه إذا أراد الناس أن يعودوا للإسلام و إلى الإيمان بالله الواحد أن يتخلوا عن الأموال المزورة وعن الذين نصبوا أنفسهم بواسطتها أربابا للعباد , و أن يعودوا إلى طلب أرزاقهم و أموالهم من عند الجواد الوهاب . باتنــــة في 14/05/2017