نزيف - روفيدة محمد
---------------------- ...كيف يمكن لك أن تشرح لهم واحدا واحدا بأنك متعب بأنك مستنزف لم تعد كالسابق كل شيء فيك انضجته الحرب الطاحنة التي تقوم بداخلك كل ليلة لدرجة أنك مللت أحاديثهم القصيرة التافهة ! و سخافتهم اللامحدودة ..لدرجة أنك لم تعد قادرا على الإجابة على سؤالهم كيف حالك..؟ كيف يتسنى لك أن تقنعهم بأن سطحيتك في التعامل ليست تكبرا وأن إنعزالك عن العالم في بعض الفترات ليس مرضا نفسيا...متى سيدرك جميعهم أنه تمر اوقات على الانسان لا يستطع حتى الإيماء برأسه مشيرا ومجيبا...أنه إنسان مثلكم تعطبه الأحداث السيئة داخله ينزف ومشاعر هناك خبئت بين ثنايا صدره تحترق ولكنها لا تموت ...لماذا لا يحترموا قرارك بانك تحتاج لفسحة امل ، فسحة ترمم فيها كل ما كسر بأعماق روحك...آيا ليتهم يسمعون لصوتك صدى وهو ينادي عاليا تعبت نفسيا ...أرى الموت ولا أموت...أحتضر أنا هنا بينكم ولا أحد يشعر بذلك...يسرقني الخيال منكم فاعيش فيه هنيهات ...ثم يتجلى واقعي خاطفا اياي ليصدمني به من جديد...متعب كلمة تقال اتعلم ما تفسيرها انني متعب اي ان كل شيء في يعاتبني ...انه اراني بقلب بارد مهتوك ولا استطيع مساعدتي..ابحث عن قبر لاغرس فيه شظايا روحي التي تئن شوقا لهم ولا أجد...حفرة اواري فيها وجعي....آيا ليتهم يدركون...؟