رسالة الخيام - طارق صابر عبدالجواد
------------------------------------ أتى يا رفيقي شهر الصيام ونحن عالقون في الخيام والعرب مازالوا يقتاتون على موائدهم قواميس الكلام ومازلنا نستجدي وطن يهتك عرضه مجموعة من اللئام والأرض تحمل كل يوم في رحمها أطفالنا الصغار لم يعد الجوع إلى لحم الإنسان هو يا رفيقي من يشبع السجان إنما يشبعه دمار الأوطان تشبعه الدمعة في عين الصغار والدم يروي المآقي في دجى الأيام وكسر الكرامة لدى الإنسان عندما تكوي الحاجة امرأة ثكلى فطم صغارها على مشاهد الموت وصوت البارود وأزيز الطائرات وديارا احتضنت بين أنقاضها أشلاء أب وأحلام داعبت في عيون الأطفال فرح الأيام وغربة قتلت فينا النبض ومزقت بين الشفاه أوتار الكلام ووطن نسينا قابعين ننتظر الموت في الموانئ وعلى مشارف الشطآن بعد أن مزق السجان الخرائط ومحا من ذاكرتها معالم البلدان هل ستذكره بأسمائنا بقايا الديار أم أن الديار تحت وطأت الخوف أصيبت أيضا بمرض الانفصام
------------------------------- طارق صابر عبدالجواد مصــــــــــــــــــــــــــر الإسماعيليـــــــــــــــة