تجلت مراثينا - قندوزي بسيسة
------------------------------
تجلت مراثينا وما عادت شحارير الشدو تنفض أجنحتها على دالية الوجد ربع قرن يسقي الخيام كروم عينيك بنار الإلتياع فيا حرى القلب حين تفنى الجذور و تمد الأغصان رماد العمر ياسفر الجرح المكلوم بين يديك من يغرسني في شفتيك هديلا؟ تجلت مراثينا وكان الربيع عناقيدا للوجد يشرئب لعناق التوحد و ما غابت في راحتينا فصول العشق أو جف خمر خوابينا غير أني حملتك يا غمرة الروح.. شرخا في جسدي أو بعثا في الأوصال يحيينا ما أشد عبق ريح الأنبياء .. حين تسافر في المدى غماما.. و تنزل فوقنا نسرينا يا عصفورتي الخضراء .. يا شغف الإنصهار في خلوة التوحد كم نتقلب سفافيد لتذكار المواجع إنا الان ونحترق نحترق "يا نار كوني بردا و سلاما "علينا تجلت مراثينا ثملنا في لفحة الوهج ذاب العناق يا خضرائي تجردنا من طقوس الخرافات و جاء الغروب.. فكان ندى العشب ينضح من وجنتيك و أنت ضياء يصب علي و ذات صباح فككت للبحر أزراره.. تدثرنا بعشب الصلوات و كنت أرتل في مقلتيك خرافة عشق ووهم السنين تجلت مراثينا و أشرق البحر في شرفتيك ضياء يسيل جثوت على ركبتي و كومة رمل بين يدي حباتها ضاءت سنينا تسربل في البحر دمعا وموالا حزينا وكنت وميضا بلوح السفينة.. تشقين صدر الغمام و تمضين نحو انتشار المدن.. و أوغل جرحي لما رأيتك قربي قصيدة تشكلت من شجن ومن موج هذا الحنين… وما نسيت هبوب الرياح .. التي شردت أسحما ولقحت وردتين و كنت على أهبة للرحيل … و كانت خطاك تستل من أضلعي و دمع يسيل قندوزي بسيسة