شيء لم تدركه...الندى في مغاربه. - احمد انعنيعة
-----------------------------------------------
بلغ شفتيها..هز رأسه..فراها قد حولت عينيها...بدا يرتعش..رأى انه لن يبلغ مبتغاه ..حاول بيديه ادارة رأسها لكنها كانت تنظر بعيدا الى سرب من الطيور المهاجرة...كان ينصحها بالنظر الى عينيه...يدعوها الى البقاء بجانبه...اختنق سروره على صدرها...بدأ لونه يشحب وهو يخفي دمعاته...كان قلبه الميت يبتسم على جناح كثمان أكبر هزيمة في أيامه...لم يرض لحاله وهي تنظر اليها في ثوان...بريق خاطف يصعقه... كان الجو دافئا والسماء صافية...وألوان الورود زاهية...الطبيعة تحثه على الحديث لساعات طوال...الطيور من حوله تغدو وتروح...لكنه لم يجد في الحوار معبرا...كم استعد لهذا اليوم وهو يبدل أجمل ثيابه...لكنه وجدها اليوم في حلة أزكى...قرأ على صفحات وجهها طويلا لكنه لم يدرك محتواه...بعينين عسليتين كانت تتعلم فيه دروس الحب...تتمايل وتسرع في مشيتها...تقنن الحوار بكلمات فرنسية...تتغزل...أخذ يبادرها بكلمات عربية ميتة...يدعوها أن تسلك نهجا آخر معه...يدعوها إلى سعادة تحت جناحيه...وقلبه يؤلمه إلى درجة الخوف...يتكلم إليها بنبرات رجاء...لا ترحلي...ربما فتنها أحد آخر غيره وهي بين يديه تتدرب على معاقرته...كل ما تقوله من كلمات كان تنظيما لائقا لتنعم بالاستقرار في حضن آخر يلهمها...كانت تبدو غريبة عنه...فبدأت تسدي له النصح وهي تشير إلى صدرها...كانت تشعر بشيء يخنقها...ابتعدت عن ظله تدريجيا وهي تذرف دموع الغيرة عن جسد ثان وروح ثانية ...انتصرت عليه...كانت تسرع مذعورة وهي تلوح بيدها اليسرى وهو ينظر إليها في حسرة لا تنتهي...ربما كان المسكين يريد ان تهبه شيئا ما لكنه لم تدركه أو أنها عنوة تجاهلته...لا بد انه سيعود إلى نفسه ليتهأ ترجع اليه...او يستعد من جديد إلى موت أخر في حضن أخرى ....
احمد انعنيعة