عذرا...! - حسناء الشيخي
--------------------- لم أعد أنا. .. لم أعد كما كنت بالأمس راهبة في كنيسة عشقك سجاد عبادة... محراب صلاة... وسبحة متصوف لا تستقر إلا بين يديك شعيرة لا تعرف طريقا إلا إليك. .. لم أعد كما كنت بالأمس أستمطر اهتامك وعطفك أقتات على فتات فراغاتك أتوسل صدقات وقتك وأنحني عند عتبة أفكارك لم أعد كما عرفتني مسجدا فارغا إلا من عبادتك دعوة خجولة إلا من أذكارك قبلة تائهة إلا بخريطة ملامحك لم أعد ذاك المنزل المهجور إلا من سكناك... لم أعد تلك الحديقة الجرداء إلا من عطر أزهارك.... وتلك الشجرة العارية إلا من لباس اسمك... لم أعد تائهة كما عرفتني أفتش عنك... عن بقايا ذكراك عن عبق همساتك ونبيذ كلماتك في ساحات المساء وعلى وجنات الليل وبين رموش السحر و في سجلات الذاكرة... لم أعد ضائعة من دونك في عراء القصيدة وصحاري الحروف أناجيك... أستجديك... أطلب ودك نعم لم أعد كما عرفتني! لم أعد أنا!
--------------------- حسناء الشيخي