وما جني التّحرّر بالتّغنّي - محمد الدبلي الفاطمي
----------------------------------------- غبيّ أنت يا وطن العرب***أضعت الفــــــــــقه فانطـــــــفأ الأدب وليس يصحّ في التّفكير رأي***إذا الأذهان صارت كالحـــــــــطب أطاب النّفس أنّ الفــجر آت***وأنّ الشّمس مشرقها اقـــــــــــترب فتنتشر الأشعّة في النّوايا***وتنتفض العــــقول مــــــــــــن الرّيب وما جني التّحرّر بالتّغنّي***ولكنّ التّــــــــــــحرّر بالــسّـــــــــبب متى سنخوض معركة النّماء؟***وكم ستـــــــــطول مرحلة البناء؟ رمانا العصر بالأرزاء حـــــتّى*** تلطّخـــت الضّــــــمائر بالدّماء وصرنا إن أصابتنا خـــــطوب***صرخنا بالـــــعويل وبالبـــــــكاء نساس على الكراهة كلّ يوم***ونعــــصر في الصّباح وفي المساء وأفظع ما أصاب النّاس فيـــنا***تعلّقــــهم بخاصرة النّـــــــــــساء تزوّجنا الضّلالة والفــــــسادا***وطلّقنا الهــــــــــــــداية والرّشادا يسير بنا الغباء إلى حضيض***وأنّا نستــــــــــــــــجيب لما أرادا غباء لو كشفت السّرّ عنه***وجدت هواه قد مســــــــــــــخ العبادا وإن أنت استمعت وجدت قوما***بنبرة لغوهم فقدوا السّـــــــــدادا ومازال التّلاعب مســـــــتمرّا***بأيدي من طغوا وبغوا فســــــادا لم التّرهيب في وطني قدر؟***ألــــــــسنا في الشّعوب من البشر؟ لماذا تستباح حقوق أهلي؟***وكيف سنســـــــــــــــتفيد من العبر؟ ألفنا القمع في الأوطان لمّا***تقوقعت الضّـــــــــــــمائر في الحفر كأنّ الجبن سام النّاس خسفا***فأصبح جلّـــــــــهم مثل الحـــــجر وبالعدوى أشيع الدّاء فينا***فصمّ السّمع وانـــــطفأ البــــــــــــصر سألت الله ربّ العالمـــــــينا***بأن يردي الطّـــــــــــغاة الظّالمينا تراهم معــــــتدين بكلّ قطر***وقد قتلوا رجالا صالـــحيــــــــــنا تربّع قمعهم فوق الرّعايا***ليصبح شرّهــــــــــــــــــم شرّا مشينا عصيناهم وقرّرنا التّحــــدي***فجاؤوا بالعتاد مدجّــــــــــــــــجينا وأمطرت الشّعوب بضرب نار***تجاوز ضرب نار المـــــــجرمينا لماذا أمّتي تلد اليتامى؟***لماذا تنجب العـــــــــــــــــدوى انتقاما؟ حملنا الذّلّ حتّى شاخ فينا***وخلف العصــــر نبــــــــتلع الحراما وضعنا في الأخير بلا احترام***لأنّ شعوبنا تخشــــــــــى الأمـاما عليكم يا بني أمّي عليكم***درفت بأحرفي دمعــــــــــــــــا ركاما نبشت رؤوسكم فوجدت فيها***حشود القمل قد سكـــــــــنت تماما
------------------------ محمد الدبلي الفاطمي