من وحي ذاكرة الضمير - علي مباركي
-------------------------------------
عندما كنا صغارا ناكل الخبز الشعير نستقي ماء الآبار نفترش نطع الحصير سعينا للعلم صبحا دربنا نيل المصير نرتدي النعل الحقير لا نهاب الزمهرير كلنا يمشي سريعا كأنما طيرا يطير والزهور باسقات شمها مرج نضير نقطف الورد الحكيم منهلا طوق الجدير لا نرى للعلم ندا نجتبي عز القدير حينما صرنا شبابا نستجد عدو البعير كل أشغال ندير فيه نعماء ونير فيه أقباط تشير لا جليل أو نذير حيثما فاء الأسير ساجه النهب الكثير حينما نلنا نصيبا سادنا وخز الضمير نوقر الخس الحقير منكرا نصح النذير ذاك رهط للغفير حالها حال الحمير شامخات بالانوف تركض نحو الخرير نحو كرسي وثير ترتجي ود الوزير والنفوس قد تجار ترتدي لبس الحرير تشرب الماء المعين ما ترى عين الفقير أينما صاروا نصير فخرنا القدس الشهير صار صرحا ذو شعاع للنصارى دور دير تونس الخضرا بلادي صانها البر القدير صاغها يوما ربيع فيه جدب أو نقير بان للناس السراب وانتشى بالبؤس الفقير لم ينل كسب الرغيف واغتنى عبء الأمير يعتلي العرش النفير بعلها منعوت عير ساسة العهد الجدير همهم طمس الضمير مالهم للشعب نفع حرصهم سحق الاجير 04/04/2017