الأرق - رشا الجزائرية
------------------- ياتي المساء يطرق بابي و يداعب افكاري المختزنه، يحفر بعمق في سراديب وحدتي...يسألني بحروف مبهمة وهمهمات عن حكايا كانت بالامس هاهنا يرويها المكان و ضحكات يتعالى صداها في جدرانه. وذكريات منكمشة على بعضها في انطواء ،واسرار تختفي هناك بزاوية الانتظار يكاد غبار الذاكرة يذهب بحروفها. ارى هذا المساء على غير عادته يتسلل تحت جنح الليل ينبش مرة اخر ى في تراب صمتي ،ويلح في السؤال ثم يمد يداه في لحظة استفزاز، يسحب وسادة هدوءي من تحت راسي، انه يصيبني بالتوتر ،احاول عبثا ان اطرده من مخدعي واقنعه اني لا آبه بما يريد الوصول اليه ، لكن صوت الهمهمات يعاودني ويلف حولي في سرعة تصيبني بدوار،يحاول الابداع في نسج ستار يحول بيني وبين ان اطبق جفوني. ينتفض صبري مني في تعب وانا اتوسل اليه البقاء برفقتي في هذه الليلة الموحشة ،فاحاول ان اغريه باني اكن له الاخلاص وانه رفيق دربي ،ثم بعد صراع اراه يخضع لي ويحجم عن قراره ،يعانقني صبري بذراعين قويتين ...فاشعر بالطمأنينة ،اسحب رداء الامل على روحي،وامد جسدي المرهق لانام...وهناك من فتحة الباب ارى بعض النور يسترسل. رشا الجزائرية