لسورية أصدقاء ... - مصطفى الحاج حسين
-----------------------------------------
دوّى انفجارُ الموتِ
في بلدي
وتراكضَت أممٌ .. ودولٌ
لتنهلَ من دمنا
وتُزهِقُ أرواحَ البهاءِ
واعتلى الدّمارُ فوقَ صراخِنا
يقتلُنا .. مَن كنّا نأملُ
منه الاحتضانَ .. والإنقاذَ
ويفترسُ صرحَ حضارتِنا
القاتلُ مسنودٌ
بألفِ أخٍ وصديقٍ لنا
تدعمُهُ دموعُ مَن يتباكى علينا
نموتُ على أيدي مجلسِ الأمنِ
تذبحُنا احتجاجاتُهم
وهذا القلقُ الوسخُ
قد أسرفوا في صمتِهم
وفي استقبالِنا .. كطرائدَ
يولمونَ علينا بلحِم أولادِنا
ويتكرّمونَ بسحبِ جنسيّاتِنا
من الكرامةِ
يركبونَ أوجاعَنا
بنصفِ الأجرِ
وقد يسرقونَ منّا بطونَنا الخاوياتِ
تآزروا على تدميرِ البلدِ
للطّاغيةِ الأخرقِ يحكمُنا
أو اللا أحدَ
ولا أحدَ يُخمِدُ النّيرانَ في وطني
لا أحدَ يبلّلُ عطشَ الرّعبِ
يتسابقونَ
على اجتثاثِ الأرضِ من دمِنا
دمُنا الذّكيُّ وقودٌ لحقدِهِم
استبدلوا أشجارَنا بالصّواريخِ
ونسيمَ المدينةِ برائحتِهم الكريهةِ
أعطَوا للطّاغي وقتاً
ليتخلَّص منّا
ألفَ عامٍ من المهلةِ مبدئيّاً
وألفَ عامٍ من الهُدَنِ للتّجربةِ
لكنَّ العربَ ، وللتّاريخِ نعترفُ
لم يقصّروا معنا بحبّاتِ التّمرِ
أغدقوا علينا بالأكفانَ الملوّنةَ
وحفّاراتِ القبورِ الشرهةِ
العربُ
يذكرونَنا بنشراتِ الأخبارِ
وكيفَ أميرُهُمُ المفدّى
يتصدّقُ علينا بشيءٍ من تأفّفِهِ
عربٌ يتلونَ القصائدَ
عن أميرٍ أشفقَ على نازحةٍ منّا
فضاجَعَها
مقابلَ أن تدعو له
بطولِ العمرِ والإمارةِ
عربٌ
يمجّدونَ خصيتَي الخيانةِ
تذوّقنا كلَّ أصنافِ الموتِ
عماراتُنا التهمَت كلّ أنواعِ الصّواريخِ
وبراميلِ الرّحمةِ
وما زالوا لم يتخلّوا عنّا
هم أوفياءُ لأصدقائِهم لا يخونونَ
يقدّمونَ الفنادقَ الفاخرةَ للمتفاوضينَ
بأجرٍ مخفّضٍ
وطاولاتِ الحوارِ المستديرةَ النَّخِرَةَ
يصوّرونَ جثثَ قتلانا
وأحشاءَهم بألوانٍ زاهيةٍ
لم يبخلوا على ثورتِنا بالاختناقِ
والالتفافِ والمماطلةِ
صفّقي لهمُ ياشامُ
وهلّلي يا حلبُ .
مصطفى الحاج حسين . حلب