حائرة هذه القصيدة - عزوز العيساوي
-----------------------------------
حائرة هذه القصيدة التي أكتب.. تمردت ثم انهارت فاستسلمت للبكاء. أشربتها من كأس دمي وعصير شمس حارقة. وعلى خصرها رسمت حروفا كالطلاسيم الباهتة. من لذة نشوة حلم عابر سقطت أحزمة السلامة عن صدرها وتجردت من جنون اللهفة الموؤودة في سكون الليل. تبكي قصيدتي وتنتحب ترقص من جنون جذبة عابرة .. بأحزمة النيران وفساتين اللهيب تتزين. طقوس الموت الرحيم على مشهد من العالم.. كشريط إعدام لحروف نافرة ثائرة. أخيط كفنا لجثة من رماد.. أملأ جرار الأحزان بماء البحر الأجاج. وعلى كتفي أحمل صليبا وخريطة المجهول الغابر بين ثنايا القصيدة. ثابوت من خزف وقش وكرنفال جنازة صامتة يعبر في وجوم شوارع مدينة مظلمة والشمس حارقة. أكاليل ورد ذَابلة تبكي لوداع جاء من غير موعد. حائرة قصيدتي وساكنة.. تقرأ كف النجوم الهاربة من صفحة السماء. تفسر رؤيا وحلما كالكابوس بات يشرق ويومض. الصباح وضيمة ومأتم .. والظهيرة مقصلة حروف العتاب الجميل في صمت.
-------------------------
عزوز العيساوي
( القصيدة رثائية من وحي الذكرى )