رَحيلُ الفَرحِ - فاطمة محمود سليطين
------------------------------------ للعيدِ وجهٌ كالحٌ مُتَجهِّمٌ لفحيحِ جرحٍ قدْ أشارَ حِجابُهُ
بِعُجالةٍ يقضي فريضةَ وَقْتهِ مُتَحاشياً بَيتاً يَمورُ خَرابُهُ
أُمّاً بمِحْرابِ الفجيعةِ تَرتَجي تَشييعَ وَحْشٍ قدْ تَصلّبَ نابُهُ
والعينُ تَنزِفُ ثُكْلَها فَيّاضةً قِصَصاً لِجيلٍ قدْ أُريقَ شَبابُهُ
فوقَ الرُّموسِ تُهيلُ تُربةَ عُمرِها لولا يتيمٌ تَستعِدُّ رِكابُهُ
لَونُ الشّقائقِ للبطولةِ مَعْلَمٌ قِمَمُ البلادِ زَهَتْ بها وشِعابُهُ
أحلامُ طِفلٍ مزّقتها عَواصفٌ بينَ الرُّكامِ استنجدت أَلعابُهُ
رَدَّ الوُجومُ صَدى صُراخٍ هادرٍ في وَجهِ جُوعٍ، أُترِعَتْ أَكوابُهُ
جُثَثاً تأبَّطَتِ الدّروبُ بِلا هُدًى ولها الجحيمُ تَفتّحَتْ أبوابُهُ
والرّبوةُ الغَنّاءُ حالتْ مَنْجَماً لِطويلِ أَيْدٍ قدْ عَلَتْ أَعْتابُهُ
ضَيْفاً ثَقيلاً في مَهاجِعَ قَرَّةٍ حَلّتْ طُقوسُ العيدِ ،طارَ صَوابُهُ
راحتْ أمانيهِ اللّهيفةُ تَنبُشُ صَكّاً لِعَودٍ قدْ حَوتْ أَجْيابُهُ
مُترَجِّلاً بجِنانِ صَرْحٍ شامخٍ منْ ضَرعِ جُرْحٍ رُوِّيَتْ أَصْلابُهُ
وبِمَذْبَحٍ لِكرامةٍ ضَحّى بِها ذِئْبٌ سَغوبٌ، قدْ وَشَتْ أَسْلابُهُ
فَهناكَ مُتَّسَعٌ لِفَرْدِ جَناحِهِ يَشْدو حُبوراً في العيونِ إِيابُهُ