رسالة الى طيور معرّات - عبد اللطيف رعري
--------------------------------------------
عَلَى مَتَّمِ الرُؤَى يَستَحِيلُ الإدْبَارُ
لمَا أنتِ عَائدَةٌ طيُور الفجْرِ مُهْملَةٌ يتَدلَّى أرَقُ السَّفرِ علَى جَناحيكِ المنكْسُرين هُنا تسْقُطِينَ بلْ وَهُناكَ تسقُطِين علَى قَدرِ الحُلم ِالمَفزُوعِ الذِّي تحْمِلينَ علَى سِعَةِ الأرضِ التِّي تقصُدينَ علَى حَزمَةِ الأحْزانِ التِّي مِنْهَا تشْتكِين مُهْملَةُ البَياتِ فِي ذِمَّةِ النِّسيانِ... تَجثُو علَى فَرَاغِ الإدْمَانِ مأخُوذةٌ مِن شٌرٌودِ كٌل إنسَان فَاقدٍ الصَّولَة َوالبَيانْ بادٍ للعيانِ فِي شَكلِ ثُعْبانٍ مَعكُوفَة فِي خُلوةٍ صَامتَةٍ ... لاُ تُقِرُّ بصَلاحِ ولاَ طَافيةٌ فِي أمَانٍ هُنا تسقُطِين... بلْ وهُناك تسقُطِين من أخافك في قفر الأعتاب أخَافَنِي منْ عَرَّاكِ في مَضاجعكِ عَرَّانِي في مضْجعِي منْ يتّمَكِ عنْ تمَلُّككِ الهَّوى يتّمَنِي عَنْ تمَلُكِي لهَواي وأسْلاكُ الشَرَكِ بنَاهَا الضَّجرُ لِغُناكِ فبَدلَ الطّيران أقعَدكِ الحَريق وأنسَاكِ الطَّريق سُننَ الأمومَةِ وفرضِ التِّرحالِ من يُزوِّد الصِّغار بحُبيَبات القَمحِ من يُمطِرُها مَاءَ السَّفحِ من يُظِّللهَا بأورَاقِ الطَّلحِ من يشدُو لهَا غَايةَ الشَّدْو بالمِلحِ من يُسْعفهَا علَى التَّحليقِ رغْبةً فِي السّماءِ رَغبة فِي البقاءِ ولِمَا لاَ رَغبَة فِي الغِناءِ قطَراتُ الماءِ التي لألتْ الغلِيلَ فِي صَدركِ خدعُوكِ بهَا خدعُوكِ ومَيل الشَّجرَةِ التِّي اصْطفاَها الرِّيحُ لتَعَبكِ بها أيضًا خَدعُوكِ يا أيُّها العَارفُونَ بكِلامِ الرَّب ويا أيُّها الوَاثقُون بِما أُنزِل علَى الرُّسُل والأنبْيِاءِ مَنْ يتّم... ومَنْ خَدعْ... من أخاف ...وأردعْ ومن عرّى...وشيَّعْ طَائرًا بدُون خَطِيئة فقد يتَّم ..وخَدعْ ...وَعَرّى ..وَشيَعْ.وأخَافَ ...وأرْدَعَ النَّاسَ جَميعًا يا أيّها الأسَاقِفَة والكَهَنة والأحْبارَ والفُقهَاء رِجَالاً ونِسَاءً.... علَى متّمِّ الرُؤى يستحِيلُ الإدْبارُ وتسْتحِيلُ الكَبوْة ُوالاندحار فمَن خَالفَ وَكَفَرْ فقَد قَضَى وانْدثَرْ وانتُم تَمُرُّونَ علَى أبْوابِنَا تتلمَّسُون قِبابَنا لا تفُوتُكُم آخِر الصّلواتِ علَى طُيورِنا بالرّحمةِ والمغفِرةِ آمِين وليسْمعِ السَّامِعِونَ أنّا هُنا كَائِنينَ يا أيّتها الطّيور لا تنقُري المَرايَا فضَجيجُ سَطحِ الماءِ هَشٌّ لا كَما تَخَالين غَادرٌ مَا لا تعلمِين رَهِيبٌ ولوَ كنْتِ تعْرفينَ وَلو لا تَعرفينَ يا أيتُّها الطّيورُ لا تُمسِكي خُيوطَ الظِّلال بثقَة ِالعَاشقِين فالفُصُولُ كُلّها تشْكُو القمَر حُرقةَ الشّمسِ الممتدّة من غُبارٍ يضْحكُ للنّارِ حتّى وجَع تدُوسُه حُشُودُ الأطيافِ وهِي الفَارِقةُ الهَارِبةُ مِن وَمضِ العينِ أيتها الطّيورُ.. لا تَجعلِي عَودتكِ آية للِخِتامِ فرُبَّ النَّهرُ القادِمُ من يُمناكِ يُهدِيكِ مُهلَةَ الاسْتغفَارِ ويَردُّ عنكِ غضبَ الإله ورُبَّ الطَّيفُ في يُسراكِ يحدُو بكِ غايةَ الجَبلِ فِي آخرِ عِصمَتهِ .... فيَحْلُو لَكِ الرَّقصُ مع مَلَكِ الرِّيحِ عند أول بزغة للمدى... يأتيك الغمز بالهدى ... ورَتلي مَا شِئتِي مِن الأذكَارِ فرُوحُ الله تتجَلَّى رتّلِي فأقوام ٌمَرَّت تتسَلَّى فلما حلَّ المُصَابُ يَعلَم الله كيفَ الآن تتَدَنَّى رَتلِي الأذكارَ وانثري عُشاقَ الرّحِيم بملحِ الكَلامِ رتّلِي الأذكَارَ وَاجْتُثي الوهمَ من الأحلامِ وقُولِي سَلام فهُوَ أيْضًا الهَاربُ وأيْضًا الفارقُ لِما يُقرِّبُنا لبعضنا وللضياء وتَحْلَو لكِ الأُلفَةُ عَلَى الصُّدُورِ... فإمَّا غَاوِيةٌ تشُم ُّمن الرّمادِ عَرقَ المَوتَى وإمّا لكِ مِن كُلِّ ناحيةٍ لغْوٌ يتَقوَّى أيتّها الطُّيور... .لا أسَاس لِوهمِكِ الضّريرِ وصَوتكِ القَرِيرِ في مَرثِياتِ الخُلوُد.ِ.. في تآليفِ العُهُودِ.. . في حِلكَة الأخْدُودِ... فمنْ أمَّنَ لكِ السَّلامَ بسُلطَانٍ لا تهْوَى علَى الأرْضِ أحْكَامُهُ ولا يُبعْثرُ الأنامُ مَقصِدهُ.... ومن هَداكِ لبحرِ الأمَانِ هُو المَنّانُ لا يرُوقُ لهُ من شذاكِ سِوى الغُفرانُ.. بِقَدْرِهِ يَعلُو مَا فِي الحُسبانِ هو من هَداكِ لبحرِ الأمَانِ هُو المَنّانُ فعلى متّمِّ الرُؤى يسْتحِيل الإدْبارُ وتعْلُو الأذكارُ وتتلى الأشْعْارُ ورُوحُ الله تتجَلَّى ومن يدْرِي فَقدْ تطُولُ الأعْمْارُ.
---------------------------------
عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا 19-03-2017