أشكوك لله - خليل الشامي ---------------------- يا ساجرة الشوقِ والشوقُ ما نضُبَ من قلب َ به الوجْد تَلَبَّد فَجَرَى نَدَبَا شَيَّدْتُ لك من شوقي في قلبي مرفأً فأضْرَمْتِ في المرفإِ النارَ... حتى الْتَهَبَ من خافقات العشقِ رسمتُ لك مركبا فلما لَامَسَ موجَكِ تاهَ مِنِّي واغتربَ ملأتُ لك .. من لُجَّةِ الودِّ كأسًا مُتْرَعَةً هبَّت عليه منك ريحٌ فانسكبَ يروي السابحاتِ في السماء غَدَقًا وأرضي ... من زهر ودِّكِ ظلّت جَدبَا كل الحروف من عِقْدِ الكَلَام تلاشت حتى غدا عندي الكلامُ تائهً.. مُتَضَبِّبَ حمائمي في الدجى حامتْ محلقةً والفجر بباب الغَسَقِ وقف مُحْتَجِبَا يرقب الولوجَ وليلي ما زال يحْبِسُني يأبى الرحيل جائرا ظالما مغتصبا وأنت ..... أنت في عطر النرجس سابحة تكتحلين اللامبالاةَ وتزرعين الوَصَبَ أشكوك لله من جرح يأبى أن يلتئمَ ومن قلب في هواك قد صار مُتْعَبَا ------------- خليل الشامي