top of page
صورة الكاتبAdmin

بعْــدَ السِّــتّـيـن - حسن منصور


بعْــدَ السِّــتّـيـن - حسن منصور -------------------------- أوقفــني صـاحــبي ليسـألــني || مُخْــتنقَ الصـوتِ بادِيَ الحَـزَن فقـال هــل ظــل عـندنا أمـــلٌ || وهــل لنا في الحــيـاة من ثمـن بعـد حـياةٍ بالـوَجْــدِ حــافـلـــةٍ || وبعـد دهــرٍ لم يَخْـلُ من مِحَــن جاوَزْتُ سـتّينَ غــيرَ مُكترثٍ || في غــفـلة أدنَـتْـني مـن الكـفــن حتى بدا نورٌ في دجى شَعَري || أحــالَـهُ فــجــراً مُـشْرِق القُـنَـن كأنه مـن خــلـف السمــاء أتى || ما زلـتُ لا أدري كيف أيقظني مــنذُ بدا للــعَـيْـنـَــيْن لازَمَـني || عـلى مــدى أيامــي يُــؤرِّقُــني لأنــه نـورٌ غــــيـرُ مُــلـتَـبـِسٍ || علمْـتُ مـنه ما كان يَـنْـقُـصُني نبَّـهَــني للــزّمانِ كيف مضى || أيقــظَ في ذهــني دَوْرَةَ الـزَّمـن وقال لي في صدقٍ شعرت به:|| (حــياتُـنـا رَهْـــنُ ذلـك السَّـنَـن حــياتـنــا غــيْـمــاتٌ مسافــرةٌ || كأنّـهــا في الآفـــاق لـــم تَـكُـن والعُمْــرُ فـيها كالبرق يعـبُرُها || ويختــفي ضــوؤُه مع الدُّجَن.) سمعـت ما قـال بعد أن غَرَبَتْ || آهٍ عـليهـا كالحـلمِ في الـوَسَـن! فـقلـت يا صـاحـبي يُحـــيِّـرُني || أنـَّـك كُفْءٌ بفـكــرك الفَـــطِـن وتعرف الـدنيا حـين تُضْـحِكُـنا ||وحـين نبكي من طبعها الخشن سعــادة ٌيـرقــص الفــؤاد بهـــا || أو غُــربَــةٌ بين الـهَـمِّ والوَهَن وهــــذه سُــــنَّـةٌ نُـعــايِـــشُــهــا || ولم تكن رهْــنَ الـسِّرِّ والعَلـن ولكـنِ انْظــرْ مـا أنت تشرح لي|| وهل جـديدٌ ما جـئتَ تُسْمِعُني؟ أم ذاك مـنذ الـقـديــم شَـنْـشَــنَـةٌ || أصداؤهـا في قـلبي وفي أذُني كم وصَفوا الدهرَ بالخَئونِ وكم || شَكَـوْا وكم أظهروا من الشّجَن وكم سمـعـنا شـيخـاً يذوب أسىً|| وكم شكا وهْــناً دبَّ في الـبَـدن وكم مُقــيـمٍ لم يُـرْضِــهِ وطــنٌ || وكــمْ سواه هـــفــا إلى الوطـن وكـــم بكــى فــاقــِدٌ أحِــــبّــَتَـه || كأنّــه بــاقٍ غـــيـرُ مُــرْتَــهَــن وأنت تشكــو كمـا شـكَــوْا أبداً || تصـرُخُ: إنّ الــرَّدى سـيأخُـذني في قَـلَــقٍ تحـيا أنت مضْطرِباً || ورأيُــك الـيــومَ غـــيـرُ مُــتَّـزِنِ فكـم مَشـتْ فـوق أرضِـنا قـدَمٌ || ثـم اسـتـقــرَّتْ فـي آبِــدِ السَّكَــن حـــلاوةُ العُــمْــــرِ أنـَّـه أجَــلٌ || إذا انـتهــى لـم يَعُـــدْ ولــم يَـبـِنِ فَــعِـشْ بتلــك الأيامِ في دَعَــةٍ || فـلسْـتَ في هُـــدْنةٍ عـلى دَخَـــن ومَــنْ يـدَعْ أمْــرَهُ لـِخــالِـقِــــه || فـهـو بغـيـرِ الصّـوابِ لـم يَـدِنِ حـياتنـا في العــطـاءِ مُـحْــسِنةٌ || لَـهـــا أيـــادٍ كـــثـيـرةُ الـمِــنَــن ومــنْــبـعٌ للـجَــمــالِ ذو ألَـــقٍ || يـــدومُ رُغْـــمَ البَــلاءِ والـفِـتَـن فَـجــودُهــا أغْــنـانا وأسْــعَـدَنا || وحُـسْـنُهــا يمحـو عالِـقَ الدَّرَن فهـل تَرى وجْـهَهـا القـبيحَ ولا || ترنو إلى سحْرِ وجْهِها الحَسَن؟! ----------------------------- الشاعر حسن منصور [من المجموعة الحادية عشرة، ديوان: (أواخر الصيف) ط1ـ دار أمواج 2014م ص988 ]


٨ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page