لك الله يا ولــــدي ـ يحـي صــديقي
- Admin
- 4 مارس 2017
- 1 دقيقة قراءة

لك الله يا ولــــدي ـ يحـي صــديقي
--------------------------------
لِلْقمــر ضـوءهُ ولعيـــنيّ الســهر. منـتـمــيٌّ إلـيـك، متــوحـد فـــيك. مـنـذ أن كـنـت بظهـرالغيـب نطــفة. لـسـت أهـذي، لـيـس بـي جـــنون. أنا الـذي دخــل معطـف اللــيل الو حـشـي. هــاربا مـن ضـوء شــارد، شـق بـؤبــؤعينـي ثـم إنطــفا. كـمـا الرمـاد الأزرق المـبْتُـوتِ، بـارد مــثل المــوت المـجــانـي، كـريــه كـرائـحـة العـطـن اللـدن. خـــائـف، ومـتـعب أنــا. يـوم أن دخلـت معـطـف اللـيلـي الوحشي وحـيدا. رأيـت القــمـر ينــام بحـضـن العـذراء، يـحــرســه زحـــل. رأيـتـه يحتــسي خمــرا مـن كـفها. رأيـتـــه كـيـف انتــشى. كـيـف عـــربـد وثــمـل. كـيـف كســر فانــوســه الزجــاجـي، ثـم أهــرق زيــتـه الســحري، وعــانـق العـــذراء ثــم إنطـــفـا. ليـتـه مـا ثــمـل، لـيتــه مـا سـكـر، لـيــته مـا فــعــل. قـال لـــي عـراف المـدينـــة، حــين لقــانـي ، تـائــها فـي دروب معـطـف اللـيل المـتوحـش، أتـخــبـط مــن المـــس، أرتــعــد. شــدَّ عــلى يــديَّ ضـمـنِـي إلــيه. حَـمْـلَـقَ بـوجـهـي المـحـتـقـن. وفـي عيـنـيه حـــزن مـن تـراب قــديــم، مـــن عهــد شِــــقْ. وقــال: يـا ولــدي بصــرتُ بُـرْجَــكَ، بالنــجـم الغـارب، وبالـسُّــهى إذ طـلـع. وبـحــبات الـرمـــل، وبالــوَدَعِ، والفـنـجــان. وبـخـــاتـم سـلـيـمـان، وســورة الـجـــن. وبُخُـــور العـُــود، وشَــعْـرِ الجـــن. مـا تـركــت عَــوْذَةً، ولا تـمــيـمـةً تـدفـن فـي البــراري، أو تـعـلـق علـى غـصـن الشــجـر. مـا وجـدت لـك غــير بقــايا رمـاد. لِضَــعِـيـنَـةٍ رحــلـت مـن زمـــان، مـــن زمـــان. لـك اللــه يـا ولـــدي، لـك الـوجـــع، وجـلــباب اللــيل الوحـشـيُ والســهَــرُ
-------------------------------------- 03/03/2017. يحـي صــديقي
تعليقات