فراق وبكاء مرير - رفاه زاير جونه بغداد/ العراق
ذبلت عيونه من السهد، أثارت خافقه بنظراتها الحائرة. فتناغم القلبان. والتقى الجريحان. غدت كالنجم في سمائه، جففت دموعه، أينعت حلمه. أخضر وأزهر ربيع عمره. كأنها غرست في أرضه سنابل الكون غدت أيامه بيضا بعد ان كانت حالكات. استفاقت على شفاهه أسئلة. ترتأى له تسابق قطرات المطر لتداعب الأشجار والأزهار وجميع حدائقه, كأنها زينت بفراشات ذات ألوان زاهية, اختبأت الطيور خوفاً من ألمطر الجبال تنتظر الماء كي يتدفق منها لتروي رياض الارض, الهواء النقي عطر برائحة الورد التي تفوح بتميز. هرولت بقطف الورود. أهدته إياه تنبهت تلك الغيمة من البكاء ارسلت الشمس خيوطها الذهبية ,تفتحت الأزهار بنضاره لتشق شفاه الناظرين تبسما رفعوا كفوفهم إلى السماء يحمدون ويشكرون البديع, أعجب هشام برياحين وبقيا على تواصل كصديقين، وبعد مرور ثلاث سنوات من بداية التعارف، أبلغها بحبه وإعجابه بها، ورغبته أن تكون شريكة حياته. انضما إلى موسوعة الحب ليبنيا بداية حلمهما بالزواج. كانا على موعد كل يوم داخل الحرم الجامعي ليتحدثا مع بعضهما رغم صعوبة اللقاء، فالمجتمع العراقي لديه عادات وتقاليد تمنع وتنبذ أي علاقة بين شاب وفتاة قبل الزواج، كانا يجلسا على أنغام موسيقى شاعرية في نادي الكلية أو تحت أشجارها الوارفة. في احد الايام سارا على شاطئ النهر يركضا تارة ويرسما حروفا على الرمال توسطهما رأس قلب تارة أخرى، يعودون للقسم الداخلي ليكملا ليال الحب بأحاديث على الوسادة، اتسمت اللقاءات كل يوم بأحاديث الغزل التي كانت تفوح من هشام لحبيبته واصفا إياها بحياته الجميلة. بعد مغادرتهما المكان، يبقى هشام ليكمل لقاء الخيال مع حبيبته، ليتذكر جمال لقائهما، ويتلذذ باستذكار صوتها وأحاديثها وحبهما، لم تكفيه ساعات اللقاء الواقعي معها، فيكمل اللقاء بعد انصرافها خياليا. وفي أحد الايام في العطلة الصيفية .كانت رياحين نائمة، تلقت عدت اتصالات من هشام على غير العادة، فردت على المكالمة والدتها التي تشبه صوتها لينغلق الخط، استفسرت منها أمها لمعرفة من هو صاحب المكالمات بغضب؟!! فصارحتها رياحين بعلاقة حبها بهشام، علم والدها أيضا بتلك العلاقة التي تربطها بالفتى ، فوبخها ضربا حيث استيقظت واللكمات تتوجه لها حتى كسرت يدها. فرض عليها حصار في غرفتها عزلها عن العالم الخارجي ،منعوا صديقاتها من زيارتها، ومنع هشام من التواصل معها . ثلاثون يوما من أصعب الأيام التي مرت عليها. أما هو حتى ذلك اليوم، ليال طوال لم يسمع صوتها ولا يعلم أخبارها كان بمثابة جهنم الصغرى، وفي بداية العام الدراسي ترك هشام الكلية كي تواصل هي دراستها بعد أن هدأ والدها وسمح لها بالدوام وكان هشام يتابعها عن بعد .تخرجت هي وكمل هو رحلته الجامعية يحلم بغد مشرق كأي شاب، يحمل عدسة كاميرته متجولا بين أحياء محافظتها لينقل معاناته للعالم. وتبقى قصة الحب الغريبة بينهما قصة لا تمحى من الذاكرة فقد فرقهما القدر وعنده امل أن يجمعهما الموت وهكذا استطاع الواشون أن يبعدوا هشام عن حبيبته وها هو يتجرع ما قد تجرعه من سبقه من عاش الحب ويكتب عليهما القدر الفراق المرير والبكاء الطويل .